يحظى برنامج النائب الأول لتطوير الكوادر الوطنية بالاهتمام الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ويقدم سموه كامل الدعم والرعاية للبرنامج منذ أن كان فكرة وليدة وحتى الآن، حيث إن باب الالتحاق بالبرنامج سيغلق في 19 من مارس الجاري.

ويعد البرنامج نموذجاً طموحاً يجسد جانباً من رؤية سمو ولي العهد في الحرص على الاعتزاز بالقدرات البحرينية، وإيمانه بأهمية الاستثمار في الكوادر البشرية البحرينية باعتبارها من موارد المملكة المهمة، وضرورة الاستثمار في تطوير العنصر البشري الوطني، وتشكيل الكفاءات القيادية التي سيتعين عليها إدارة دولاب العمل العام في المستقبل، وسعي البرنامج الدؤوب للبناء على النجاح الذي شهده في دفعتيه الأولى والثانية ومواصلة العمل على تطوير أفقه، خاصة أن البرنامج يوفر منصة حيوية للإثراء المهني والمعرفي وتعزيز المهارات القيادية والتحليلية ومن ثم نقل هذه المكاسب إلى أماكن عمل منتسبيه بعد إتمام فترة انتدابهم.

وتنبع أهمية البرنامج في إطار الجهود المتعلقة بتطوير العمل الحكومي، وبغرض تمكين الكوادر الوطنية الشابة وتشجيعها وصقل خبراتها من خلال برنامج تدريبي مكثف حاز على تقدير وإعجاب العديد من الخبراء الدوليين الذين أشادوا بالمواد التي يتضمنها والمهارات التي يتم تنميتها لدى المتدربين، خاصة المتعلقة بالتواصل مع قضايا المواطنين.


بالإضافة إلى أن البرنامج وفي إطار سعيه المستمر لتطوير جوانبه المختلفة، والإقبال الواسع عليه من الطاقات البحرينية الشابة، التي سارعت للالتحاق به، يعمل على مسارين متوازيين خلال فترة التدريب التي تستمر لعام كامل، وهما إعداد التقارير والدراسات والمشاركة في تنفيذ المشاريع التي يتابع عملها مكتب النائب الأول.

ويستهدف البرنامج رفع مستوى الكوادر الوطنية الشابة مهنياً، من خلال إخضاعهم إلى برامج تدريبية مكثفة حول طرق البحث والتحليل وإعداد التقارير، وكذلك تعريفهم عن قرب على آلية صنع وتنفيذ السياسات والبرامج الحكومية من خلال عملهم بشكل مباشر مع عدد من المسؤولين وصناع القرار، فضلاً عن تمكين المشاركين من النظر في الصورة الأشمل للعمل الحكومي، بالتعرف على جوانب مختلفة عن إطار عملهم الفعلي، إلى جانب انتداب المرشحين الذين يقع عليهم الاختيار في مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بدوام كلي يسهم بتمكينهم من الاستفادة واكتساب الخبرة عبر التدريب المكثف والتعامل المباشر مع آلية عمل المكتب والمشاركة في إعداد البحوث والتقارير حول مختلف البرامج والمبادرات الاستراتيجية.

وصمم البرنامج لاستقطاب وتوجيه الطاقات الشبابية البحرينية المتميزة في الجهات الحكومية، ويأتي تماشياً مع رؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في خلق كوادر وطنية قيادية تشارك في التطوير والتنمية من أجل نهضة المملكة.

ويخضع الراغبين في الالتحاق بالبرنامج إلى توفر عدة معايير وشروط، منها أن يكون المتقدم موظفاً حكومياً أو منتسباً لإحدى الشركات الحكومية، وأن يكون بدرجة أقل من رئيس قسم أو شعبة، ويجيد اللغتين العربية والإنجليزية كتابة وتحدثاً، ومطلعاً على الشؤون المحلية والإقليمية والدولية، وحاملاً لشهادة جامعية فما فوق، وعلى استعداد كامل للعمل بنظام النوبات الصباحية والمسائية وخلال العطل.

ويخضع الملتحقون بالبرنامج لتدريب عملي وأكاديمي متخصص خلال فترة الانتداب "عام واحد"، بالتنسيق مع محاضرين من جامعات عريقة ومن خلال معهد الإدارة العامة "بيبا"، ويكون التدريب ضمن العمل اليومي للملتحقين في مكتب النائب الأول من خلال العمل على مشاريع حكومية ذات ارتباط مباشر بالتنمية، كمشاريع تطوير التعليم، والتخطيط العمراني، والإسكان، وتطوير شبكة الطرق وغيرها من البرامج التي حددها برنامج العمل الحكومي وتصب في خدمة المواطن، كما يلتقي الملتحقون بالبرنامج بشكل متواصل بمجموعة من الوزراء والمسؤولين في حلقات نقاشية تتعلق بالعمل الحكومي مما يعطيهم فكرة واضحة وشاملة، وهو الأمر الذي يسهم في إثراء أدائهم لدى عودتهم لمواقع عملهم بعد الانتداب مما سيكون له أكبر الأثر على المدى الطويل في تطوير منظومة عمل الحكومة.

كما إن البرنامج ومنتسبوه اكتسبوا سمعة طيبة، بالنظر إلى نتائجه في الدفعتين السابقتين، حيث تخرجت دفعة واحدة من البرنامج، والتحق منتسبوها بأعمالهم، وكلف عدد منهم بمهام قيادية تصب في تحقيق السياسات والمشاريع التي عملوا عليها خلال فترة الانتداب، كما يعمل بعضهم بشكل مباشر مع وزرائهم ومسؤوليهم على برامج استراتيجية تطويرية مثل تطوير التعليم والتدريب ومجلس المناقصات ومشاريع الإسكان ومصرف البحرين المركزي، بل وشارك عدد منهم في فرق عمل خفض المصروفات التي كلفها سمو ولي العهد بدراسة سبل خفض المصروفات.

كما يقوم الملتحقون أيضاً بالمشاركة في إعداد بعض العروض التي تقدم للجنة التنسيقية ويتم التواصل مع منتسبي البرنامج السابقين بشكل مستمر، للاطلاع بشكل دوري على مستجدات عملهم وقياس مدى استفادتهم من البرنامج، ويتم الاجتماع معهم بشكل شهري، كما أن لهم دوراً مهماً في تقديم التوجيه والمشورة للدفعة الحالية.