زينب رمضان

تتكاثر المدارس الخاصة بشكل لافت للنظر. ويزداد الإقبال عليها بما يثير التساؤل. كلمة السر في ذلك حسب غالبية من سألتهم "الوطن" هي اللغة الإنجليزية. فيتكبد الأهل عناء التكلفة العالية ويتركون تعليماً مجانياً بغية أن يتكلم أبناؤهم الإنجليزية كالبريطانيين، في عصر باتت فيه اللغة بوابة العمل والتواصل والعالم.

تقول دعاء حسن "لدي ابن واحد أدخلته مدرسة خاصة. حالياً لا نشعر بعبء علينا لأنه ولد واحد فقط. لكن كل عام تزيد الرسوم مع التقدم في المستويات الدراسية. لذلك على الأهل أن يراجعوا مقدرتهم المادية قبل تسجيل الابن في إحدى المدارس الخاصة".



بتول علوي لديها ابنتان في مدرسة خاصة. تقول بتول "رغم بعد المدرسة عن بيتي، وكثرة طلباتها أفضل إدخال ابنائي إلى المدارس الخاصة في المراحل الأولى التأسيسية لتقوية اللغة الإنجليزية، إذ لم أجد اهتماماً باللغة في المدارس الحكومية. لكني سأنقلهما لاحقاً إلى مدرسة حكومية، فبعض المدارس ممتاز".

أحمد خالد درس في مدرسة خاصة، يقول "اللغة الإنجليزية في المدارس الخاصة أقوى منها في الحكومية، لهذا سجلني أهلي في مدرسة خاصة. وفي ذلك الوقت لم تكن تكلفة المدرسة غالياً جداً. لكن حتى مع ارتفاع أسعارها فسأدخل أبنائي مستقبلاً إلى مدارس خاصة لأنها ذات نظام أمريكي أو بريطاني قوي، فتتفوق على المدارس الحكومية بمراحل عدة خصوصاً في اللغة الانجليزية التي تكون ضعيفة عادة في المدارس الحكومية".

حسن محمد أيضاً يفضل المدرسة الخاصة لابنته التي دخلت الروضة الآن. ويقول حسن "سألحقها بنفس المدرسة بعد الروضة، لأنها قريبة من منزلي وعمل والدتها، وأسعارها مناسبة لوضعي المادي. أفضل أن يكون التأسيس في مدرسة خاصة لتكون لغتها الإنجليزية قوية ثم أنقلها إلى مدرسة حكومية".

ولدى معصومة السيد سبب مختلف يجعلها تفضل المدارس الخاصة لأبنائها رغم التكلفة. تقول معصومة "أستطيع أن أضمن سلامتهم في الخاصة، فهي تحتوي كاميرات أمنية ومراقبة شديده لعدم حدوث تحرش أو شجار بين الأطفال. إضافة طبعاً إلى لغتهم الإنجليزية التي ستكون أفضل بكثير".

"البيئة الآمنة" أيضاً أحد أهم الأسباب التي تجعل صديقة إبراهيم (أم لابنتين) تفضل الخاصة على الحكومية، مضافاً إلى السبب الذي تجمع عليه الغالبية وهو اللغة الإنجليزية. تقول صديقة "نحاول قدر المستطاع تعديل الميزانية لتبقى ابنتاي في مدرسة خاصة".

أما إيمان يوسف (أم لطفل) فتشعر بعبء مادي كبير جراء تسجيل ابنها في مدرسة خاصة وطلبات المدرسة "التي لا تنتهي". ورغم ذلك ورغم العبء الدراسي الذي يشعر به الابن نتيجة دراسته بلغة غير لغته الأم، تقول إيمان "اللغة الإنجليزية وسلامة ابني أهم عاملين لاختياري المدرسة الخاصة".

أزهار إبراهيم مدرسة في إحدى المدارس الخاصة، تقول إن "هناك أسباب خاصة كثيرة تجعل الأهل يتجهون للمدارس الخاصة، منها مثلاً أن عندما يكون لديهم توأم بنت وولد، فيرغبون في عدم فصلهما فيسجلانهما في نفس الفصل بالمدرسة لتسهيل عملية حل الواجبات والمراجعة في نفس الوقت. والبعض يكون له ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وللحفاظ على سلامة الطفل في المدرسة يتجهون للمدارس الخاصه التي توفر جواً آمناً. ويبقى السبب الاهم نظرة المجتمع إلى اللغة الإنجليزية، فالجميع يرغب أن تكون لغة أبنائهم صحيحة وقوية في المراحل التأسيسية".