- دلالات وإشارات من كلمة راشد بن عبدالله خلال الإعلان عن اللجنة

..

كشفت كلمة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية والتي ألقاها بالتزامن مع احتفال الوزارة بمناسبة يوم الشراكة المجتمعية، والإعلان عن لجنة تعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، كيف نجحت الدولة في تحقيق الأمن العام في البلاد بالرغم من حجم التحديات التي تعاملت معها، وكيف أنه اليوم هناك جهود كبيرة تبذل من أجل أن تكون في هذا البلد شرطة عصرية قادرة على مواكبة التحديات الأمنية التي طرأت على مسرح الجريمة، إلا أن الجديد في الأمر تلك الجهود الكبيرة لوزير الداخلية فيما قام ويقوم به من إضافة حاجزٍ أمني منيع إلى منظومتنا الأمنية أمام التدخلات الخارجية في أمننا الوطني وهو حاجز الانتماء الوطني.



إن كلمة وزير الداخلية أكدت للجميع عمق الرؤية والحكمة التي جسدتها الرغبة السامية من لدن سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حامي السيادة الوطنية وحافظ كرامتها بأن يكون هناك تواجد قريب للشرطة في مختلف مناطق البحرين وقراها بشكل مسؤول يظهر الحرص والمساعدة للمواطنين ويشعرهم بالأمان في بيوتهم على أنفسهم ومصالحهم، وعلى ضوء تلك الرؤية العميقة سارعت وزارة الداخلية بفكرة تشكيل شرطة المجتمع وكان ذلك في عام 2005 ومع مرور الوقت وتعرض البلاد لأحداث 2011، وما واجهته من تدخلات أجنبية كان القصد منها استهداف الوطنية البحرينية، والدفع بروح طائفية متطرفة، والنيل من وحدة المجتمع وتماسكه إلا أن تلك النوايا السيئة تكسرت أمام صمود قيادة جلالة الملك المفدى القائد الأعلى ووعي شعب البحرين المخلص، وهو ما أدركه وزير الداخلية وأدركناه جميعاً معه من عمق الفكرة ومعانيها الوطنية ومدى الحاجة لأهمية التعاون بين الشرطة والمواطن من أجل تقوية الجبهة الداخلية فالأمن واحد ولمصلحة الجميع.

وبعيداً قليلاً عما حملته كلمة وزير الداخلية من معان واضحة ومباشرة تؤكد أهمية العزم على رص النسيج الاجتماعي، إلا أنها شددت في حروفها ومعانيها على أهمية العمل سوياً ومعاً بكل إخلاص لتعزيز الروح الوطنية انطلاقاً من أن الدولة المتماسكة اجتماعياً تكون عصية على من أراد أن يعبث بأمنها، لأن الإرادة الوطنية المخلصة تعلو وتقوى على الأطماع الخارجية لأنها تمثل إرادة الحق والحق يعلو ولا يعلى عليه، خاصة مع حجم التضحيات التي بذلتها البحرين حتى تحقق استقرارها وكذلك تلك الجهود المخلصة التي بذلها رجال الأمن من أجل ذلك الاستقرار، علاوة على استمرار التدخلات الإيرانية وغيرها في شؤوننا الأمنية الداخلية، واستمرار عملها على تجنيد أبناء البحرين وتغيير مفاهيمهم الوطنية وتدريبهم على ارتكاب الأعمال الإرهابية واستخدام الأسلحة والمتفجرات وكذلك ظهور التعاون بين الحرس الثوري الإيراني وقطر، بالإضافة إلى ما تشهده المنطقة من ظواهر التطرف والإرهاب.

ولعل القارئ لمسيرة الأمن وخطوت تطوره التي شهدت الكثير من الانجازات والقفزات الفترة الماضية، يدرك جيداً أهمية قرار تشكيل لجنة تعزيز الولاء الوطني وترسيخ قيم المواطنة لتعزيز مفهوم المواطنة ونشر الوعي بين فئات المجتمع لتحمل المسؤولية الوطنية والمشاركة في بناء الوطن واستكمال خطوات مبادرة الانتماء الوطني التي أطلقها وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حيث أن الشراكة المجتمعية أصبحت أمراً ضرورياً وصورة من صور التلاحم البناء بين أبناء الشعب وأن الانتماء الوطني هو الحاجز الأمني الذي يمنع خطر الإرهاب والتطرف والنيل من وحدة المجتمع وتماسكه، كما يدرك أيضاً الدور الكبير لوزارة الداخلية وشرطة المجتمع في تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية من خلال تواجدهم القريب للمواطن وحرصهم على مساعدته في مختلف المناسبات والأوقات مما يشعر المواطن بالأمان على نفسه ومصالحه بفضل وعيه وإداركه بعمق الفكرة ومعانيها الوطنية السامية ومدى الحاجة لأهمية التعاون بين الشرطة والمواطن من أجل تقوية الجبهة الداخلية فالأمن واحد والمصلحة للجميع.

وانطلاقاً من حجم وضخامة التحديات الأمنية التي تواجهها البحرين يتضح لنا جميعاً أهمية المبادرة الوطنية التي أعلن عنها وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بهدف تعزيز الانتماء الوطني وإضافة حاجز أمني منيع إلى المنظومة الأمنية من خلال هذه اللجنة له دورعظيم في ترسيخ المفاهيم الوطنية والحد من ممارسة الأعمال الإرهابية بالتعاون والعمل بكل إخلاص لتعزيز الروح الوطنية ورص النسيج الاجتماعي فالدولة المتماسكة اجتماعياً تكون عصية على من أراد أن يعبث بأمنها واستقرارها لأن الإرادة الوطنية المخلصة تعلو وتقوى على الأطماع الخارجية فلا بد من الافتخار بهذا الرصيد الوطني والمحافظة عليه.

ولكن يبقى لنا السؤال الأخير الذي يطرح نفسه حينما ننتهي من القراءة المتعمقة لدلالات وإشارات كلمة وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، في أن الجهود المضنية والضخمة التي يبذلها الوزير ورجال وزارته الأوفياء في اعلاء قيم الهوية والانتماء الوطني إلي جانب دورهم المجيد في الأمن والأمان للوطن والمواطن لا يجب أن نكتفي فقط بأن نقابلها بالإشادة والتقدير بقدر ما على كافة أطراف المجتمع من مسؤولية في تأكيد الهوية ابتداءً من الأسرة ومروراً بالمدرسة والجامعة والمؤسسات التربوية والشبابية والرياضية لترسيخ قيم المواطنة ومبدأ الشراكة المجتمعية بين المواطن ورجال الأمن الأوفياء الذين قدموا المثل الأعلى لتعزيز هذه الشراكة والارتقاء بها لتحقيق المصلحة الوطنية العليا حيث أن الشراكة المجتمعية والتي تعمل وزارة الداخلية على تطبيقها تمثل فكراً متقدماً لتعزيز الولاء والانتماء الوطني والتفاعل المجتمعي البناء وتعزيز علاقة الثقة بين رجال الأمن وكافة الأطياف المجتمعية والتي تعد أحد مرتكزات المشروع الإصلاحي الشامل لعاهل البلاد المفدى.