بتنوّع ثقافيّ وفكريّ، وفي اشتغالٍ عميقٍ لاستدراج العديد من الإشكاليّات الفكريّة والمعرفيّة، يواصل معرضُ البحرين الدّوليّ الثّامن عشر للكتاب فعاليّاته الثّقافيّة لليوم الرّابع على التّوالي بتوليفةٍ رائعةٍ من الأحداث والنّدوات والحفلات الموسيقيّة وغيرها، بالتّعاون مع وزارة الثّقافة والإعلام بالمملكة العربيّة السّعوديّة التي تحلّ هذا العام ضيف شرف المعرض، إلى جانب العديد من الجهات الأهليّة والمثقّفين.

وفي رابع أيّامه السّبت يستضيف معرض الكتاب بالتّعاون مع مركز الشّيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثّقافة والبحوث السّينمائيّ والصّحافيّ اللّبنانيّ إبراهيم العريس، وذلك من خلال ندوته (المعرفة، طريقٌ وحيدٌ للانتقال من الماضي إلى التّاريخ) التي تنعقد في السّاعة 6 مساءً بقاعة الفعاليّات في المعرض. إذ يناقشُ العريس الجمهور حول الكتابة المعرفيّة ودورها في خلق وترسيخ الوعي لدى الأجيال الطّالعة. ويسعى من خلال هذا اللّقاء للتّركيز على ضرورة الاهتمام ودواعي الانفتاح على العالم، خصوصًا في سياق التّغيّرات الأخيرة. إلى جانب ذلك، سيهتمّ بشرح أهميّة دخول العصور الحديثة، وإيجادِ فرص التّقارب والانفتاح والتّواصل مع الآخر، وذلك كوسيلةٍ وحيدةٍ ومتبقيّة أمام المجتمعات العربيّة، للتّخلّص من آثار التّراجع والتّخلّف التي تشكّلت في إيقاع الحياة خلال العقود الأخيرة.

تتبعُ ذلك ثالث ندوات البرنامج الثّقافيّ السّعوديّ، والتي يقدّمها الدّكتور فهد اليحيا في ذات المساء، في السّاعة السّابعة مساءً. عبر هذه النّدوة، يضعُ الدّكتور اليحيا التّجربة السّينمائيّة السّعوديّة على محكّ المعالجة والنّقد، حيث يتسلّل برفقة الحضور إلى معامل السّينما السّعوديّة، ليتناول بتدفّقٍ عميقٍ تلك التّجارب، مناقشًا مراحلها، تطوّرها، عوامل تذبذبها والتّحدّيات التي تواجهها. وفي سياقٍ متّصلٍ، يطرحُ المحُاضِر العديد من الإشكاليّات المتعلّقة بواقع السّينما السّعوديّة وعلاقتها بالجمهور وقضاياه، إذ يقدّم ذلك عبر التّنقّل ما بين العديد من التّجارب السّابقة والحاليّة، في محاولةٍ لاستشفاف مستقبل الصّناعة السّينمائيّة، والكشف عن البيئة المحيطةِ بها. إلى جانب ذلك، يُثير الدّكتور اليحيا العديد من الهواجس والأسئلة الرّاهنة التي تحيط بالتّجربة السّينمائيّة السّعوديّة، ومنها: هل سيطغى المفهوم التّجاريّ على جودة المضمون؟ هل تمثّل السّينما السّعوديّة وسيلة تأثير؟ هل هي بمعطياتها ومضامينها تمثّل مرآة حقيقيّة لواقع المجتمع السّعوديّ؟ ما الذي تتضمّنه تلك التّجارب والذي يمكن استلهامه لتغذية التّجارب المقبلة؟ وغيرها من الأسئلة والمحاور، التي سيوظّف الدّكتور فهد اليحيا تقنيّاته وأدواته النّقديّة، بالإضافة إلى الرّؤى الفكريّة والفنّيّة لتتبّع إجاباتها.

ومن النّقاشات الفكريّة والإشكاليّات الثّقافيّة إلى عوالم الموسيقى والشّعر، حيث تنعقد أمسية شعريّة للدّكتور علوي الهاشميّ، الذي يجيء إلى معرض الكتاب بالتّنسيق مع أسرة الأدباء والكُتّاب بقصائده ولغته العربيّة الأنيقة، متحسّسًا مواطن جماليّة عدّة، وذلك في السّاعة الثّامنة مساءً.

وفي الموعد ذاته، محبّو الموسيقى والمهتمّين بذاكرة الغناء السّعوديّ الأصيل سيكونون على موعدٍ أيضًا مع رابع حفلات فرقة نغم السّعوديّة، التي تواصلُ إيجاد الجمال السّماعيّ بطريقتها، وتستدعي في حفلها أجمل الإيقاعات والطّربيّات المتّصلة بالهويّة الموسيقيّة السّعوديّة.

وفي سياق الجماليّات البصريّة، تواصلُ المملكة العربيّة السّعوديّة استحضار فنونها الجميلة، من خلال معرض (العلاقات التّاريخيّة بين المملكة العربيّة السّعوديّة ومملكة البحرين) الذي يستمرُّ في ثاني أيّامه بتقديم معطياتٍ بصريّة ترصدُ عمق تلك العلاقات. كما يختتم الفنّانان السّعوديّان (عبدالهادي الفرحان) و(بدر البلويّ) تقديم فعاليّتيهما (الرّسم على الجلد) و(الرّسم المباشر – بوب آرت) على التّوالي، وذلك ما بين السّاعتين 4:00 وحتّى 9:30 مساءً، وذلك في جناح المملكة العربيّة السّعوديّة.

كذلك، فالأطفال فهم على موعدٍ من لحظات الفرح والاكتشاف المتواصلة التي يقدّمها معرض الكتاب بمعيّة مركز سلمان الثّقافيّ، حيث يخصّص ركن الأطفال يوم غد فترته الصّباحيّة لقراءة قصّتيّ (الصّديق وقت الضّيق) و(حلاوة العطاء)، بالإضافة إلى ورشتيّ عمل: (هيّا بنا نكمل رسم القصّة) و(تصميم مفكّرة التّخطيط). أمّا الفترة المسائيّة، فستبدأ مع ورشة عمل في فنّ الحياة، بعنوان (قادة المستقبل)، تليها فعاليّات متنوّعة، هي: (حكايتي) وثلاث ورش عمل تحمل العناوين التّالية: (صناعة بطاقة أحبّكِ عائلتي)، (كيف أزيّن دفتري؟) و(قصّتي بفنّ الأحجار). من جهته، يواصلُ ركن الأطفال طيلة اليوم تقديم أنشطة ثقافيّة عامّة، كما تطرح مدرسة الإيمان مبادرتها للّغة العربيّة بعنوان (أمّة ترقى، جيلٌ يرقى). فيما يفتحُ الباص المتنقّل مكتبته المتنقّلة لاستقبال الصّغار وعائلاتهم طيلة الفترة الصّباحيّة.

يُذكَر أنّ النّسخة الثّامنة عشرة من معرض البحرين الدّوليّ للكتاب تأتي بالتّزامن مع مهرجان ربيع الثّقافة الثّالث عشر، إذ يستضيف المعرض في هذه النّسخة أكثر من 400 دارٍ ومؤسّسة ثقافيّة وفكريّة محلّيّة وعربيّة وعالميّة من 26 دولة مختلفة. ويتّخذ موقعه بالقرب من موقع قلعة عراد، وذلك في تصديرٍ للفعل الثّقافيّ من قلب المحرّق عاصمة الثّقافة الإسلاميّة 2018م. من جهتها، تتقدّم هيئة البحرين للثّقافة والآثار بالشّكر لكلّ المساهمين في هذا المحفل الثّقافيّ والحضاريّ، وتحديدًا شركة فيفا البحرين الرّاعي الذّهبيّ للمعرض، والرّعاة الفضّيّين وهم: شركة بابكو، وإي إي لتأجير السّيّارات. كما تتقدّم بالشّكر للرّعاة الإعلاميّين، وهم: وزارة شؤون الإعلام، وصحيفتيّ البلاد والوطن.