أمل أمين



تقول إحدى المطلقات بحسرة «لو عاد بي الزمن مرة أخرى لمنعت كل الأطراف التي تدخلت في حياتي الزوجية حتى انهار بيتي وخرب عشي ومسكن أولادي»!

وفي الحياة يوجد آلاف من تلك القصص عن عائلات قد تفتت وتناثرت بسبب تدخل طرف ثالث في حياتهم الأسرية فأثار الفتنة وزاد من حدة المشاكل بين الزوج وزوجته بدل أن يكون هو أو هي الطرف الناصح الأمين، وقد يكون هذا الطرف هو صديق للزوج أو صديقة للزوجة أو أحد أقربائهم أو أحد الجيران والذي يبدأ بالوسوسة لأحد الطرفين فيخرج أحدهما أو كليهما من حالة الرضا والسكون والاستقرار إلى حالة السخط وهو ما يتسبب في النهاية إلى إثارة المشاكل في حياتهم الزوجية وربما دمارها.

وأحياناً يكون تدخل الأم في حياة ابنتها سبباً في دمار العائلة فبعض الأمهات يبالغن في الطلبات التي تفرضها على الزوج اعتقاداً منهن أن هذا يزيد من قيمة الابنة في عين الزوجة، ولا تراعي الأعباء والضغوط التي تقع على الرجل واضطراره إلى زيادة ساعات العمل ليستطيع أن يلبي احتياجات منزله، وقد تكون المشكلة في تدخل أم الزوج فتطلب من زوجة ابنها طلبات تفوق طاقتها، وفي بعض الأحيان تطلب في زوجة ابنها صفات قد تصل إلى حد الكمال، وبدل من أن تحاول التقريب بينهما فهي تبرز عيوب الزوجة وتثير القلاقل بينهم.

وفي كل الأحوال صدق من قال البيوت أسرار واحتفاظ الزوجين بمشاكلهم واجب عليهما ولنذكر قول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وتُفْضِي إِلَيْهِ، ثم يَنْشُرُ سِرَّهَا.

وكلما كان الزوجين يحتفظان بأسرار حياتهم الزوجية وحريصين على حل ما يحدث من مشاكل بهدوء وعقلانية وبناء على الثقة المتبادلة والقدرة على تقبل الأخطاء والزلات التي تصدر عن كليهما على مدار الحياة كلما استطاعا أن يعبرا بسفينة علاقتهما عبر العواصف بسلام واستقرار وثبات.