- إعطاء الأولوية للاستثمار في تعليم الشباب

..

أوصى المنتدى البرلماني الإقليمي حول الاستثمار في الشباب، البرلمانيين في الدول العربية والآسيوية بضرورة تبادل المعلومات، وتقييم التقدم المتحقق فيما يتعلق بقضايا السكان والتنمية، داعياً حكومات الدول إلى إعطاء الأولوية لأهداف التنمية المستدامة، وخصوصاً الهدفين الثالث والخامس، المتعلقين بالصحة والمساواة بين الجنسين.



جاء ذلك في ختام أعمال المنتدى الذي أقيم، الثلاثاء، برعاية رئيس مجلس الشورى علي الصالح، بالتعاون والتنسيق بين مجلس الشورى ومنتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية والجمعية الآسيوية للسكان والتنمية، والذي شهد حضوراً كبيراً من البرلمانيين وممثلي المجالس التشريعية والبرلمانات في الدول الخليجية العربية والآسيوية.

وأكد البرلمانيون المشاركون في المنتدى أن الشباب يشكلون نسبة مميزة من السكان في المناطق العربية والآسيوية، كنتيجة للتحول الديمغرافي، ومن خلال الاستثمار المناسب، يمكن تجميع هذه البنية السكانية لتعزيز التنمية المجتمعية وتوافر القوة الدافعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشددوا على ضرورة إعطاء أولوية كبيرة للاستثمار في تعليم الشباب، مشيرين إلى أن توفير فرص وظيفية لائقة للشباب يجعل منهم قوة دافعة للتنمية المستدامة، ويسهم في ضمان الاستقرار الاجتماعي، كما يبني أساساً للتنمية في الدول المعنية.

وأكد عضو مجلس الشورى جمعة الكعبي، أن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أتاح الفرصة الكاملة للشباب للمساهمة في خدمة الوطن، والمشاركة في الحياة العامة، واتخاذ القرار، كما عمل على خلق أجواء الديمقراطية للشباب، وكفل حقهم في التعبير عن الرأي، والمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني.

وأشار إلى أن المشروع الإصلاحي، فتح المجال واسعاً أمام الشباب للمساهمة في تنمية المجتمع، عبر إنشاء تصنيف جديد للمنظمات الأهلية بتسجيل الجمعيات الشبابية بدءً من 2002، والتي تزايدت حتى وصلت إلى 21 جمعية شبابية، وأصبحت قادرة على احتضان ودعم الشباب من خلال العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية والرياضية.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها جمعة بن محمد الكعبي، الثلاثاء، في انطلاق أعمال المنتدى البرلماني الإقليمي حول "الاستثمار في الشباب".

وقال الكعبي: إن مملكة البحرين بذلت جهوداً في تمكين ورعاية الشباب، وأطلقت العديد من المبادرات الشبابية، من بينها جائزة الملك حمد لتمكين شباب العالم، والتي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى العالمي، وتهدف إلى تحفيز الشباب للمشاركة في وضع الأفكار الإبداعية والاحترافية التي تسهم في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.

وأشاد الكعبي، بالجهود التي تبذلها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات الهادفة للنهوض بالشباب وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم للإسهام في عمليات التنمية الشاملة في المملكة.

كما نوه الكعبي، بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في مجال دعم الشباب، من خلال إدراكه العميق لأهمية التعليم في تمكينهم، والعمل على تدريب الكوادر البحرينية وفق برامج مدروسة ومعتمدة، تؤهل الشباب ليكونوا قياديين وقادرين على الابتكار والإبداع في عملهم.

وأثنى على الدور الكبير الذي يقوم به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية في دعم الشباب، من خلال إطلاق العديد من المبادرات الرياضية والشبابية والثقافية والإنسانية، منوهاً بجهود سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى الرئيس الفخري للاتحاد البحريني لرياضة ذوي الإعاقة.

وأشار الكعبي إلى أن السلطة التشريعية لها دور كبير في دعم الشباب من خلال إصدار العديد من القوانين التي تضمن لهم حقوقهم في مختلف المجالات، مستعرضاً عدداً من التشريعات الاقتصادية والشبابية والاجتماعية التي منحت الشباب حقوقهم المختلفة.

وذكر الكعبي أن السلطة التشريعية تؤكد دائماً أهمية تحفيز الشباب وحشد هممهم وطاقاتهم، وفتح المجال أمام مقترحاتهم لتطوير العمل الشبابي ودعمه، ومعرفة كافة الصعوبات التي تواجهه بهدف إزالتها والمساهمة في إبراز دورهم في المجتمع وتنمية الثقافة البرلمانية لديهم باعتبارها ذات أهمية في بناء وتكوين الديمقراطية، وتشجيعهم على تقديم البرامج والأفكار الإبداعية لتحقيق المصلحة العليا للبلد.

وقال الأمين العام لمنتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية عضو مجلس الأعيان بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، مروان الحمود: إن العالم على أعتاب مرحلة تنموية جديدة، يحتل الجانب السكاني بشكل عام والشباب بشكل خاص موقعاً مهماً فيها، لا سيما خلال السنوات القليلة المقبلة، نتيجة حالة الحراك السكاني الطوعي والقسري في المنطقة العربية.

وأكد الحمود، أن قضايا السكان والتنمية والترابط العضوي بينها وبين التنمية المستدامة في صدارة اهتمام السلطات التشريعية العربية، وخاصة قضايا الشباب التي تعتبر أولوية تشريعية عربية شاملة.

وأشار إلى أن قضايا السكان والتنمية والشباب على المستوى التشريعي العربي في مركز الوعي والإدراك الرسمي والأهلي، لأهميتها في تشكيل المستقبل السياسي والاقتصادي والثقافي لمجتمعاتها التي تتطلع إلى توفير مقومات الحياة الكريمة لأجيالها.

وأعرب الحمود عن شكره وتقديره لرئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، لرعايته أعمال المنتدى، مثنياً على دور الأمانة العامة لمجلس الشورى في تنظيم المنتدى، إلى جانب الدور الذي اضطلع به رئيس الجمعية الآسيوية للسكان والتنمية وأمينها العام.

وألقى سفير اليابان لدى مملكة البحرين هيديكي إيتو، كلمة استعرض فيها الجهود التي بذلتها اليابان لتحقيق التنمية في العديد من المجالات، وخصوصاً المجالين السكاني والشبابي، مؤكداً الحرص على الدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تم اعتمادها لما بعد 2015.

من جانبه، أكد عضو مجلس النواب الياباني نائب رئيس الجمعية الآسيوية للسكان والتنمية، تيرهكو ماشيكو، أهمية انعقاد منتدى للحديث حول الاستثمار في الشباب، خصوصاً في ظل تعاظم دور الشباب ومسؤوليتهم في النهوض بالتنمية في كل المجالات، لما يشكلونه من نسبة كبيرة في العديد من المجتمعات.

وعقد المشاركون في أعمال المنتدى البرلماني الإقليمي حول الاستثمار في الشباب، 4 جلسات عمل، تحدث فيها عدد من البرلمانيين في الدول العربية والآسيوية.

وتركزت الجلسات على "السكان وأهداف التنمية المستدامة"، و"الأمن الغذائي وفرص العمل للشباب"، إلى جانب مناقشة "دور البرلمانيين في التنمية الإقليمية".