مروة غلام

سكن العزاب غرف صغيرة في بيوت متهالكة قديمة، تضم عددا من الممارسات غير الأخلاقية وملجأ للخادمات الهاربات من موكليهم، ولسبب الغربة والبحث عن لقمه العيش يصبر العامل على السكن في هذه الغرف الضيقة برفقة 5 آخرين مع مصير غد مجهول قد يعيشه أو قد يموت فيه بسبب انهيار السقف عليهم .

منذ انطلاق المجلس البلدي والنيابي الأول في 2002 مازال ملف سكن العزاب في المنطقة وبالتحديد المحرق يزداد تعقيداً يوما بعد يوم، حيث عمل المجلس البلدي والنيابي الأول على تقديم مقترح تسكين العزاب في المناطق المناسبة مثل منطقة الحد الصناعية أو إعادة بناء المحرق لتنظيم أماكن تواجد العزاب. لكن الموضوع مازال معلّقاً حتى اليوم، وفكرة بناء المحرق تم ألغاؤها بحجة تراثية وعراقة تاريخ المحرق الذي لايجب المساس به ، وقد تم رصد أكثر من 8 آلاف عامل أجنبي في أحد مجمعات المحرق السكنية والمعروفة بفريج البنعلي في منتصف مايو 2017 .

أما اليوم، بمجرد الوقوف في إحدى مناطق المحرق التاريخية مثل حالة بوماهر؛ تجد نفسك محاطا بشخصيات من جميع الجنسيات الأجنبية منها الآسيوية والباكستانية والبنقاليه وغيرها، يتمشون بين الشوارع بمنظهرهم غير التقليدي والذي يتنوع مابين البنجابي و"فانيلة والوزار المخطط" ، تجدهم متمركزين في مقاهي المحرق الشعبية القديمة مثل مقهى بوخلف، والذي عُرف كأقدم مقهى شعبي في المحرق، واليوم أصبح الوجهة المفضلة للعمالة الآسيوية الموجودة في المنطقة. كذلك محلات الكرك الصغيرة الواقعة بين "دواعيس" المحرق قد لا تخلو من تجمعات العزاب .

بالإضافة إلى تكدس العديد منهم والذين يصل عددهم إلى ثلاثين عاملا منقسمين على خمس غرف، يعيشون في بيئة قد لاتصلح للعيش الآدمي، لكن ظروف الغربة وصعوبة الحياة دفعتهم للعيش في مثل هذه الغرف .

وناشد العديد من أعضاء مجلس المحرق البلدي مجلس النواب لإرساء تشريع يحرّم وجود هذه العمالة في المناطق السكنية التي عانى من وجودهم فيها المواطنون المحليون والذين سبق عيشهم هناك مجيء هذه العمالة .

وقال غازي المرباطي لـ"الوطن": إن عدد الأجانب في منطقة حالة بوماهر بداية 2015 وصل 35 ألف شخص متكدسين في غرف رخيصة في بيئة صعبة تسبب الأمراض ولا أمان فيها". كما استعرض المرباطي أهم الشكاوى التي تلقاها من أهالي المنطقة وأهمها الاكتظاظ في السكن خصوصا في البيوت القديمة والتي تساعد على انتشار الأوساخ والأمراض واحتمال انهيارها على العمال وارد، مسببة بذلك وفيات وإصابات بليغة. كما وصل عدد البحرينيين في المنطقة 120 ألفا في مطلع 2016.

ومن الشكاوى المتداولة والتي تم القضاء عليها بشكل تدريجي، هي اللباس غير التقليدي والمخالف للعادات والتقاليد المتعارف عليها في المحرق، وهو الوزار والفانيلة وأحياناً يخرج عدد من العمال عراة الصدور في الأحياء السكنية، وأحياناً يسببون إزعاجا للقاطنين المحليين، مثل الشجارات والصراخ وهم في حالة سكر، وأيضاً احتفالاتهم الصاخبة والتي قد تستمر حتى طلوع الفجر غير مكترثين بالمواطنين .

وأضاف المرباطي أنه يجب على الدولة منذ سنين طويلة أن توفر البديل لهذه البيوت المتهالكة والتي إيجار غرفها يكون رخيصا والبيئة شبه مستحيله للسكن الآدمي ، مع البحث عن خطة منظمة لسكن العزاب في المحافظة .

وفي سؤاله عن المستجدات المتعلقة بقضية العزاب في المنطقة؛ أجاب: "لامستجدات في هذا الأمر وموضوع البحث عن بديل هو بحد ذاته يشكل تحديا كبيرا لمعرفة ماهو وكيف وتكلفة المكان البديل وماهي الجهة المسؤولة عن بنائه، هل هي جهة حكومية أو استثمار لقطاع خاص؟، كما أن موضوع سكن العزاب موضوع يدغدغ مشاعر المواطنين، وهو أمر يدعو إلى الصبر والعزيمة على تغيير هذا الموضوع .

وقالت عضو المجلس البلدي صباح الدوسري، عن بيوت سكن العزاب في عراد وبالأخص في مجمعات 240 و 242 والذي وصل الأمر به إلى طلب الإخلاء والمطالبة بإجراءات قانونية ضدهم .

وأضافت الدوسري: من الشكاوى التي ترددت من السكان المحليين في عراد، شكوى مواقف السيارات خاصةً في "الفرجان" الضيقة والتي يعاني منها المواطنون هناك بسبب قيام بعض الأجانب بحجز الموقف مسببين ازدحامات واضطرار العديد إلى ركن سياراتهم على مسافات بعيدة والعودة مشيا على الأقدام للمنزل، بالإضافة إلى ظاهرة المظهر الشخصي لهم وطريقة لباسهم التي تكون دخيلة على المظهر البحريني المحتشم. ولا يقتصر الأمر على هذا النحو، بل تعداه إلى نشر ملابسهم على أسطح المنازل، مما يشوه المظهر العام للمنطقة ويفتقر إلى الخصوصية. وشكا عدد من المواطنين توقيت دخولهم وخروجهم من المنطقة، حيث دائما يكون في منتصف الليل، مسببين إزعاجا عند القدوم والمغادرة، ثم السلوكيات الخاطئة التي تفتقر إلى تأديب وإجراء صارم مثل حالات السكر وتعاطي المخدرات والدعارة، وقد ذكرت حالة اقتحام عامل سكير أحد أفنية منازل المواطنين .

وفي سؤال الدوسري عن آخر مستجدات القضية المعلّقة، أجابت بالنفي، فلا مستجدات في موضوع تشريع يفيد منع العمالة الآسيوية من العيش في المناطق السكنية، ولا قانون ينظم سكن العمال العزاب ويحفظ كرامتهم في مناطق مناسبة. كما اقترحت العضو تخصيص مناطق خاصة لهذه الفئة وعدم السماح لهم بالسكن وسط الأحياء السكنية، بالإضافة إلى عدم السماح ببناء أي مبنى يرتفع عن طابقين كعمارات للإيجار إلا بموافقة الجيران. وطالبت عبر "الوطن" بإلزام وضع ساتر "كركري" على نوافذ العمارات المرتفعة ولا تتم الموافقة على استكمال رخصة البناء إلا بوجود الساتر لحفظ خصوصية المواطنين .

وقالت ز. ح. "محامية" تعيش في حالة بوماهر منذ 15 سنه برفقة والديها ، إنه يجب النظر إلى قضية سكن العزاب في الأحياء السكنية بنظرة جدية، وأضافت: " هنا يصعب علينا القيام بأبسط الأمور مثل الذهاب إلى البرادة ولايمكننا إرسال أحد الأطفال إلى الأماكن القريبة خوفا منهم ، ولايمكننا النظر عبر النافذة بسبب مظهرهم غير الحضاري ولبسهم الذي لايتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا ، كما في بعض المناسبات التابعة لدينهم يحتفلون بصوت صاخب حتى الصباح بين زجاجات الخمر وأكياس المخدرات كما يقوم البعض منهم بالبصق في الشارع وقضاء الحاجة بين زوايا الطريق غير مكترثين بوجودنا بينهم ، ضاق المكان علينا واتسع "فريجنا" لهم وأخذوا يتسلون أكثر ويضايقوننا حتى في مواقف سياراتنا، حيث يقوم العديد منهم بحجز الموقف بوضع الحواجز مثل أسطوانات الدهان والطابوق والأخشاب لضمان الموقف لباصات الشركات التي يعملون بها .

وشكا البعض من رائحه البهارات والبصل في الصباح الباكر وهم في طريقهم إلى عملهم، والتي تكون منتشرة على مساحة واسعة من الحي السكني، كما يقوم البعض منهم برمي القمامة على أسطح الجيران المحليين أو عند أبواب منزلهم مسببين مضايقات عديدة لهم. ولم يتوقف الأمر فقد شكا عدد من مواطني المحرق من سلوكيات تعدي على ملكياتهم وسيارتهم في حالة قيام المواطن بركن سيارتهم عند حائط بيت أحد العزاب .