دشن وزير الكهرباء والماء د.عبدالحسين ميرزا نظام الطاقة الشمسية في مبنى الأوقاف الجعفرية بمنطقة السيف الأربعاء كأول مبنى حكومي بالتزامن مع احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية في يومي السادس عشر والسابع عشر من ديسمبر الجاري.

ورفع ميرزا أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بمناسبة ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 47 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 19 لتسلم جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم.

وأكد في كلمته بهذه المناسبة، أن هذه المبادرة تأتي انسجاماً مع توجهات القيادة والحكومة الموقرة ضمن اهتمامهم اللامحدود بتشجيع استخدام الطاقة النظيفة وتنويع مصادرها والسعي الى تحسين كفاءة الطاقة من أجل التنمية المستدامة الشاملة بمملكة البحرين.



وأعرب ميرزا، عن شكره وتقديره لهيئة الكهرباء والماء ووحدة الطاقة المستدامة على تعاونهم الكبير مع إدارة الأوقاف الجعفرية ومصنع سولار ون لإنجاز هذا المشروع.

وقال، إن الحكومة حريصة على تشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ورفع كفاءة الطاقة وفقاً للأهداف الوطنية المحددة، وسنشهد مع نهاية شهر ديسمبر الجاري طرح أول دفعة ضمن مشروع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني الحكومية لحوالي 535 مبنى، حيث تضم هذه الدفعة 40 مبنى حكوميًا سيتم طرحهم ضمن مناقصة عامة.

وتابع "نسعى للتوسع في استخدام طاقة الرياح لاسيما وأن المملكة دشنت في أبريل الماضي أول أطلس للرياح وهو يعد مؤشراً ملموساً على أرض الواقع في سبيل تنفيذ الخطة الوطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة".

وأشار الوزير إلى أن إدارة الأوقاف الجعفرية تعد من أوائل المؤسسات في نواة الدولة المعاصرة والتي تأسست في العام 1928 واليوم نشهد مبادراتها ضمن أوائل الجهات الحكومية التي تنفذ مشروع الاستفادة من الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، وسبق وأن دشنا مبادرة متميزة لهذه الإدارة في أغسطس العام الماضي وهي مبادرة الطاقة الشمسية في المآتم والحسينيات بمنطقة السهلة الشمالية.

وأردف الوزير "ونحن اليوم نحتفل بتشغيل هذا المبنى كأول مبنى حكومي يعمل بنظام الطاقة الشمسية وبطاقة الرياح في مبادرة متميزة تنسجم مع التوجهات الحكومية في هذا المجال".

وعبر الوزير عن اعتزازه بمثل هذه المبادرات الوطنية المساندة للتوجهات الحكومية، مؤكداً في الوقت ذاته تقديم الدعم الكامل لتشجيع الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة سيراً على طريق تحقيق الأهداف الوطنية لمملكة البحرين.

وهنأ ميرزا، إدارة الأوقاف الجعفرية ومنتسبيها برئاسة سماحة الشيخ محسن آل عصفور، بهذا الانجاز المتميز والمبادرة السباقة متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح في خدمة مملكة البحرين.

من جانبه أكد رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن آل عصفور أن نظام الطاقة الشمسية في مبنى الإدارة بضاحية السيف كأول مبنى حكومي في المملكة يفعل هذه التقنية، يأتي انسجاماً مع توجهات وتوجيهات حكومة البحرين باستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة وذلك تمهيداً لتوسيع استخدام هذه التقنية في دور العبادة والعقارات الوقفية التي تشرف عليها الإدارة.

وقال آل عصفور، إن الإعلان عن تدشين هذا المشروع يأتي بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الوطني الـ 47 لمملكة البحرين وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حيث تمثل هذه المناسبات الوطنية مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً، وفرصة جميلة لإطلاق المشاريع والانجازات التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بما يتوافق مع رؤية البحرين 2030.

ورفع رئيس مجلس الأوقاف خالص التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، سائلين الله أن يعيد هذه المناسبات الوطنية على قيادتنا وحكومتنا والشعب البحريني المعطاء باليمن والخير والمسرات.

وأشاد آل عصفور بالرعاية الكريمة من وزير الكهرباء والماء سعادة الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا لتدشين النظام في المبنى.

وأشار إلى أن موضوع استخدام الطاقة شغل موقعاً متميزاً في صدارة الأولويات التنموية في مملكة البحرين، في إطار حرص المملكة على عنصر الاستدامة واستثمار الفرص في جميع مناحي مبادراتها التنموية.

وأوضح أنّ إحدى الخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة الموقرة هو انشاء وحدة الطاقة المستدامة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي، تعنى بتشجيع الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية، كما حددت الحكومة الموقرة اهدافًا وطنية لبلوغ نسب محددة من إجمالي الطاقة المتجددة.

وثمن آل عصفور، توجيهات القيادة ودعم الحكومة لمبادرات الطاقة الشمسية والنظيفة في مملكة البحرين، وقال "لا بد أن نثني على الجهود الكبيرة التي بذلها وزير الكهرباء والماء، ووحدة الطاقة المستدامة وهيئة الكهرباء والماء وأعضاء اللجنة الوطنية للطاقة المتجددة، والدعم الفني المتواصل لمبادرات المملكة من جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)"

وبين آل عصفور أنّ مجلس الأوقاف الجعفرية قد أقرّ تنفيذ مشاريع رائدة في هذا الجانب عبر تفعيل استخدامات الطاقة المتجددة "الشمسية" في دور العبادة والمنشآت الدينية والعقارات الوقفية بما تشمل "المساجد والمآتم والعقارات الوقفية الاستثمارية"، وتزويد المآتم التي لها أوقاف بأنظمة الطاقة الشمسية لتأمين حاجتها من الكهرباء بالتشاور مع إداراتها، ومن ثم التوسع في تطبيقها في المآتم والحسينيات بما سيسهم مع تطور التقنيات الخاصة به في رفد الشبكة الوطنية للكهرباء وتخفيف العبء عن الدولة والإدارة والقائمين على المآتم والحسينيات، فضلاً عن مساهمته في توفير مصدر دخل جديد لدور العبادة والعقارات الوقفية من خلال مشروع بيع الطاقة الشمسية الفائضة عن حاجتها لشبكة الكهرباء الوطنية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع هيئة الكهرباء والماء.

وقال آل عصفور، إن بداية تجربة استخدام نظام الطاقة الشمسية كانت في مسجدين وهما مسجد الشيخ عبدالله الواقع في قرية الديه ومسجد الكويلية الكائن في قرية بوري، فيما كانت انطلاقة المشروع في المآتم من مأتم بن شبيب بمنطقة السهلة الشمالية، وكانت الخطوة النوعية، هي توقيع مذكرة التعاون المشتركة مع شركة سولار 1.

وأشاد آل عصفور بجهود هذه الشركة، معرباً عن تقديره للسيد رامي خليفة رئيس مجلس إدارة شركة سولار ون، كما أشاد بجهود القائم بأعمال مدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي ميرزا الذي نجح في الحصول على الشهادة الاستشارية المعتمدة كأحد خريجي برنامج الدورات التأهيلية المقدمة من هيئة الكهرباء والماء.

وحول التفاصيل الفنية لمشروع الطاقة الشمسية في إدارة الأوقاف الجعفرية، أوضح آل عصفور أن عدد صفائح توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية والمركبة في مبنى إدارة الأوقاف الجعفرية تبلغ 300 صفيحة شمسية "232 صفيحة ثابتة ، 68 صفيحة متحركة"، ويبلغ معدل انتاج الطاقة الكهربائية المولدة من كل صفيحة منها 300 وات أي ما مجموعه 90 كيلو وات طاقة انتاجية في اليوم الواحد "900 وحدة في اليوم"، ويبلغ الإنتاج في الشهر الفين وسبعمائة كيلو وات "27 ألف وحدة" ويرتفع في السنة إلى اثنين وثلاثين ألف واربعمائة كيلو وات "324 ألف وحدة تقريباً".

وقال آل عصفور "في المقابل نجد أن مبنى الإدارة يستهلك في استهلاكه العام مائة وثمانين ألف كيلو وات في الشهر ومليونين ومائة وستين ألف وحدة (كيلو وات) في السنة، فيما تبلغ قيمة الفواتير الشهرية بالتعرفة الحالية بتقدير 23 فلساً للوحدة حدود اربعة آلاف دينار وسترتفع ابتداءاً من سنة 2019 بالتعرفة الجديدة التي ستقدر 29 فلساً للوحدة الى حدود خمسة آلاف دينار".

واستطرد "سيوفر تركيب نظام الطاقة الشمسية حدود سبعمائة دينار شهرياً من مجموع المبلغ المدفوع شهرياً وسيسترجع رأس المال وكلفة تركيب نظام الطاقة الشمسية خلال 4 سنوات ونصف، وعند ملاحظة نسب استهلاك الكهرباء في المجموع العام نجد أن استهلاك نظام التكييف المركزي في المبنى مع المصاعد وحده يشكل النصيب الأكبر حيث يبلغ 85% و ستهلاك سائر التجهيزات المكتبية 13% واستهلاك مصابيح الإنارة في الحد الأدنى يبلغ 2% بعد تبديل جميعها بمصابيح تعمل بتقنية LED.

وقال آل عصفور "قمنا بإدخال نظام استغلال طاقة الرياح باستخدام التوربينات الهوائية إذ تم تركيب 10 توربينات كأول دفعة منها بطاقة إنتاج 1200 واط لكل توربين وسنقوم بمضاعفتها في الفترة القريبة بعد التأكد من جدواها ونجاح استخدامها من حيث ضمان التوليد والإنتاج المستمر على مدار الساعة وتوافر الرياح المدارية في أغلب الفترات بسبب قرب المبنى من الساحل البحري ووفرة هبوب الرياح".

وقال "نظراً لأهمية البحث والإبتكار في تعزيز توجهات الحكومة وتسريع الخطى نحو اعتماد المزيد من أجل الإستفادة من هذه الطاقة النافعة والمفيدة، تم التواصل مع شركة فاب لاب لبناء مركز تخصصي يعنى بكافة شؤون الطاقة البديلة والترويج لها في مجتمعاتنا وتصنيع ما يمكن، وإننا عازمون على تطوير هذه التجربة وتعميمها مستقبلاً بشكل تدريجي على المساجد والمآتم والحسينيات في المملكة".

وزاد آل عصفور "كما نتطلع لتعميم هذه التجربة على نحو 2000 عقار وقفي تشمل المشاريع الاستثمارية كالأسواق والمجمعات التجارية التي ستنشئها إدارة الأوقاف الجعفرية، باستخدام أحدث ما تم التوصل إليه في مجال إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية اعتماداً على الطاقة الشمسية".