* النقطة الواحدة بين مطاري الملك خالد والبحرين خطوة تحت الإجراءات

* التخليص الجمركي بين البلدين يستغرق ساعات

* ميزانية مدينة الملك عبدالله الطبية مليار ريال سعودي



* توقيع عقد بناء المدينة الطبية 15 أبريل المقبل

* السعودية لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية

* لابد من إنهاء الدعم الإيراني للميليشيات وانسحاب "حزب الله" من اليمن

* المملكة على مسافة واحدة من الأطياف السياسية في لبنان

* السعودية تحث الأطياف السياسية على وحدة وأمن واستقرار لبنان

* الرياض تحارب من يولد الإرهاب في المنطقة

* "شتاء طنطورة" انعكاس لإرث عريق ممتد إلى آلاف السنين

وليد صبري

أكد سفير المملكة العربية السعودية في مملكة البحرين د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ أن "إيران ستكتوي بنيران الإرهاب، ومن يسعى إلى الإرهاب سوف يكتوي بنيرانه، لاسيما وأن تصدير الإرهاب منبوذ"، مضيفاً أن "السعودية سياساتها واضحة بشأن عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولذلك لا مجال للتدخل في شؤوننا الداخلية".

وأضاف السفير السعودي في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أن "السعودية لن تسمح بأن تكون المنطقة بؤرة للإرهاب، وستحارب من يحاول أن يولد الإرهاب في المنطقة".

وأوضح السفير السعودي في رد على سؤال لـ "الوطن"، حول تقييمه للأوضاع في المنطقة بعد مرور نحو 4 عقود على اندلاع الثورة الإيرانية ومحاولة طهران تصدير الثورة، أن "إيران اكتوت وستكتوي بنيران الإرهاب، ومن يشعل النيران سوف يكتوي بها".

وتطرق السفير السعودي للحديث عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، مشدداً على أن "السعودية ما يهمها هو أمن واستقرار لبنان، ونحن نقف على مسافة واحدة من كافة الأطياف السياسية في البلاد"، مضيفاً أننا "يهمنا اجتماع تلك الأطياف السياسية واتفاقها، والشيء الوحيد الذي نحث الأطياف السياسية عليه، هو وحدة وأمن واستقرار لبنان".

واستقبل السفير السعودي لدى البحرين د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ وأعضاء السفارة ضيوف ديوانية السفارة مساء بمقر السفارة في المنطقة الدبلوماسية. وقد شرف الديوانية عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي من الدول العربية والدول الصديقة وشخصيات بحرينية وعدد من الأكاديميين والأدباء والمثقفين ورجال الأعمال ورجال الإعلام، والصحافة، حيث تبادل معهم السفير آل الشيخ الأحاديث في مختلف القضايا، فيما عبر الضيوف عن اعتزازهم بحضور ديوانية سفارة خادم الحرمين الشريفين الذي يمثل فرصة للالتقاء وتبادل الأحاديث ووجهات النظر وتعزيز العلاقات.

من جانبه عبر السفير آل الشيخ عن شكره على الحضور ومشاعرهم الطيبة تجاه المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا.

وقال السفير السعودي في البحرين إن "العلاقات بين السعودية والبحرين علاقة أخوية أبدية ثابته راسخة تشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات، انطلاقًا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما وبفضل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى، والتي أسهمت في بناء نموذج وصرح متكامل من العلاقات المتطورة والمتميزة بين البلدين الشقيقين.، وكذلك تسهم هذه العلاقة في التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين على كافة الاصعدة والمستويات في التعامل مع الأحداث المتسارعة والراهنة في المنطقة".

وذكر السفير السعودي أنه "لاشك في أن الاهتمام المتنامي من قبل القيادة السياسية في المملكتين يؤكد عمق العلاقة والتطور في مجالات التعاون بين البلدين ويشكل حافزًا كبيرًا للارتقاء بشكل العلاقات الثنائية وتعدد مجالاته في المستقبل بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين. أن هذه الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين تؤكد عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط البلدين الشقيقين التي ترتكز على أسس قوية من التعاون بين البلدين الشقيقين وتتطلب التنسيق المستمر بينهما وتطوير وتنمية أفاق التعاون في كافة المجالات وأهمية المضي قدماً في تنسيق الجهود بين البلدين الشقيقين وكذلك توحيد المواقف لمواجهات التحديات الراهنة والمستقبلية في المنطقة".

وفيما يتعلق بالمستجدات حيال مشروع النقطة الواحد في جسر الملك فهد. أفاد السفير السعودي بأنه "من أهم المشاريع على جسر الملك فهد هو تطبيق مشروع النقطة الواحدة وهذا المشروع سوف يسهم ـ بمشيئة الله ـ في انسيابية الحركة وتسهيل عملية التنقل للمسافرين والبضائع ويختصر الإجراءات يختصر الوقت والجهد، كما أن آليات التخليص الجمركي الجديدة ساهمت باختصار الوقت، حيث كان التخليص الجمركي في السابق يستغرق أياماً، أما الآن فيستغرق تفويج الشاحنات عدة ساعات، وأن العمل جارٍ على استكمال هذا المشروع وتحديد الإجراءات بهدف تسهيل التنقل بين البلدين، والتي ستسهم في اختصار 50% من الإجراءات والجهد".

وذكر أنه بالنسبة إلى "إعلان النقطة الواحدة بين مطار الملك خالد ومطار البحرين الدولي، فإن النقطة الواحدة بين مطاري الملك خالد بالرياض ومطار البحرين الدولي خطوة تحت الإجراءات والتنسيق بين مسؤولي البلدين الشقيقين، وهذه العملية سوف تسهم في خدمة المسافرين بين البلدين وسهولة التنقلات والإجراءات وتختصر الوقت والجهد وانسيابية الحركة في مطاري البلدين الشقيقين".

وتطرق السفير السعودي للحديث عن مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية، موضحاً أن "مدينة الملك عبدالله الطبية، هذا المشروع، سيكون منارة تعليمية ومعلماً صحياً متطوراً لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية لمواطني دول الخليج العربية والوافدين، ويبلغ حجم ميزانية مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية نحو مليار ريال سعودي، بما يعادل 100 مليون دينار بحريني، وهذا المشروع يمر بعدة مراحل، وهي، مرحلة الأعمال التمهيدية، مرحلة تمهيد الطرق الرئيسية والحفر والردم وتسوية مواقع المباني وقد تم الانتهاء من هذه المرحلة، وقد بلغت تكلفة هذه المرحلة "1.974.452" دينار بحريني، ثم مرحلة أعمال البنية الأساسية، والتي تشمل مرحلة أعمال البنية الأساسية تمديد الشبكة الرئيسية لخطوط الطاقة وخطوط الاتصالات وشبكات والمياه وتصريف مياه السيول، وبدأت هذه المرحلة في 12 ديسمبر 2018 وتنتهي في 11 مارس 2020، وتبلغ تكلفة مرحلة أعمال البنية الأساسية "15.600.000"، دينار بحريني، وتمول هذه المرحلة من المنحة السعودية "الخليجية" الأولى بعد موافقة حكومة مملكة البحرين، ثم مرحلة بناء مستشفى المدينة الطبية والمباني التابعة لها فقد حدد تاريخ 24 فبراير2019، لتسليم عطاءات المقاولين، وقد حدد فترة شهرين لتحليل عطاءات المقاولين من بعد تسليم المقاولين لعطاءتهم، ومن المتوقع اختيار وتحديد مقاول المشروع وتوقيع العقد معه في 15 أبريل 2019".

وبشأن موقف المملكة العربية السعودية حيال الأزمة اليمنية ومستجداتها، والمساعدات الاقتصادية والإنسانية التي تقدمها المملكة للشعب اليمني، أوضح د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ أن "المملكة العربية السعودية تعمل على جميع الأصعدة سواء عبر سعيها إلى إعادة الشرعية إلى اليمن والتي لم تكن المملكة تتدخل لولا الطلب من الحكومة الشرعية في اليمن بالتدخل، ولولا تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لكانت الآن اليمن مرتهنة للقوى الشريرة من الميليشيات الحوثية التي تمثل أذرع إيران في اليمن".

وقال السفير السعودي "تعمل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة تعمل على عودة الحكومة الشرعية لليمن، كما تؤكد المملكة العربية السعودية والقمم الخليجية والعربية السابقة على أن حل الأزمة اليمنية يكون وفقاً لحل سياسي مبني على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليات تنفيذه ونتائج الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي سيقود إلى حل سياسي يكفل أمن اليمن وسلامة أراضيه، وإن أي حل سياسي يجب أن يؤدي إلى إنهاء التهديدات الأمنية للمملكة العربية السعودية، والدول الإقليمية الأخرى، بالإضافة إلى إنهاء الدعم الإيراني للميليشيات وانسحاب العناصر الإيرانية و"حزب الله" من اليمن".

وذكر أن "المملكة العربية السعودية تدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة وترحب بالمشاورات اليمنية في السويد وتدعمها وأيضاً جهود الأمم المتحدة حول تبادل الأسرى والحص ما بين الانقلابين الحوثيين والحكومة الشرعية وقوات التحالف، وتؤيد الاتفاق الخاص بمدينة الحديدة، كما ترحب المملكة بصدور قراري مجلس الامن رقم2451 و2452 الداعم لاتفاق السويد بتسهيل دخول المواد الإغاثية والعلاجية للشعب اليمني".

وبشأن جانب المساعدات الاقتصادية والاغاثية والإنسانية، قال د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ إنه "انطلاقاً من اهتمام المملكة العربية السعودية في رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ومساعدته لمواجهة الأعباء الاقتصادية جراء معاناته من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإيرانية، والتي تعتبر الداعم الرئيسي لليمن في جميع المجالات والبرامج والمشاريع حيث قدمت المملكة منذ بداية الأزمة اليمنية أكثر من 13.7 مليار ريال دولار لمساعدة الاشقاء في اليمن، وقد أودعت في عام 2017 مبلغ 2 مليار دولار للبنك المركزي اليمني وذلك لدعم الاقتصادي اليمني، وتقديم دعم في 20 نوفمبر 2018 بمبلغ "نصف مليار" مناصفة بين المملكة والامارات تخصص لأغراض إنسانية في اليمن وتقديم منحه في شهر نوفمبر 2018، للحكومة اليمنية بمبلغ "200" مليون دولار لدعم الاقتصاد اليمني".

وذكر أنه "من خلال مركز اسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن تم تقديم مبلغ "70" مليون دولار من المملكة والامارات لتحسين وتطوير الموانئ اليمنية وإعادة تأهيل الطرق، كما يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم خدماته لكافة المحافظات اليمنية دون تمييز من خلال 321 مشروعا في مختلف المجالات "الغذاء والصحة والايواء والتعليم، بمبلغ "1.855.555.490" دولار أمريكي، ومن خلال البرنامج السعودي لتنمية وأعمار اليمين يعمل البرنامج على تنمية وإعمار اليمن في العديد من المدن والمحافظات، في عدة قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والكهرباء والموانئ والمطار وقطاع الإسكان ومحطات الكهرباء وتقديم منحة المشتقات النفطية بقميه "60" مليون دولار شهرياً لتزويد محطات الكهرباء بالوقود".

وفيما يتعلق بإقامة مهرجان "شتاء طنطورة" بمحافظة العلا، قال د. عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ إن "المملكة العربية السعودية تحتضن الكثير من المناطق والمدن التراثية والتاريخية والسياحية ومن هذه المدن محافظة العلا وهي أحد المعالم الأثرية والتاريخية بالمملكة والتي تتميز بتراثها الطبيعي وموطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية، وملتقى العديد من الحضارات على مر عصور متعاقبة، وتعدّ المحافظة متحفاً مفتوحاً للفنون والثقافة والتراث، وتقع على طريق التجارة القديم "طريق البخور" وهي مدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي".

وتابع السفير السعودي "يأتي برنامج مهرجان شتاء طنطورة انعكاساً لهذا الإرث العريق الممتد إلى آلاف السنين، ويستعرض أمام العالم عمقها التاريخي والحضاري ومنطقة طنطورة منطقة تاريخية عريقة ومشهورة بأبنيتها الصخرية، ويمتد المهرجان على مدار 7 أسابيع، حيث يتضمن المهرجان السياحي والثقافي فعاليات فنية وثقافية وسياحية وتراثية وتجارية متنوعة، ومن أبرز تلك الفعاليات كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل وأيضاً مهرجان المناطيد والحفلات الفنية والثقافية".