موزة فريد

تعتبر العشر الأواخر من شهر رمضان ذات أهمية وتحتاج لاستعداد قد يختلف عن الأيام الأولى والوسطى منه، وذلك لامتياز هذه الأيام بوقت مختلف وطبيعة مختلفة أيضاً، فيجب الحرص على الاستفادة منها فهي فرصة ذهبية لكل مسلم.

وعن ذلك، قال الشيخ عبدالرحيم آ ل محمود: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد المئزر واجتهد واعتكف وقام الليل كله واعتزل زوجاته، فهذا الوقت بالذات وقت قليل وعظيم، لذا يجب على المسلم استغلال هذه الأيام قدر المستطاع ليحييها سواء كان بقراءة القرآن أو صلاة الليل أو التهجد أو ذكر الله أو الاستغفار والدعاء أو بالصدقة وبذل المال أو صلة الأرحام».



وأضاف: «يجب الحرص هذه الأعمال الصالحة خلال الأيام العشرة الأخيرة لامتيازها بمضاعفة الأجر كما قال الله تعالى «ليلةُ القدْرِ خيرٌ منْ أَلفِ شهرٍ» فليلة القدر التي هي العشر الأواخر تعادل عمل ألف شهر»، مشيراً إلى أنه «يجب على المسلم أن يحرص على إحياء هذه الليلة العظيمة ولا ينسى الدعاء بأن يرفع هذا البلاء ويحفظنا من هذا الوباء ويقينا من الأمراض والأسقام والفيروسات ويرزقنا التوفيق والسعادة في هذه الحياة ويمن علينا بكل صحة وعافية، فليلة القدر لا تحدد ولا نخصها بيوم معين من العشر الأواخر، إلا أن لها دلالات وعلامات، فقد قال رسول الله «الْتمسوها في العشر الأواخر من رمضانَ؛ ليلةَ القدْر في تاسعةٍ تبقى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى»، لذلك على المسلم حتى يصل إلى أجر وفضل ليلة القدر وإحيائها ألا يتكل على ليلة معينة، بل يعمل على إحياء كافة ليالي العشر الأواخر بقدر ما لديه من طاقة وجهد وعطاء وقوة ليدركها ويبذل فيها كل ما لديه ويدعو الله ويصلي ويقرأ القرآن بكثرة».

وأشار آل محمود إلى أن قراءة القرآن لها أجر وفضل عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم «منْ قرَأَ حرْفاً منْ كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أَمثالها، لا أَقُولُ الم حرْفٌ، وَلكنْ ألفٌ حرْفٌ ولامٌ حرْفٌ وميمٌ حرْفٌ»، وأن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «اقرءُوا الْقرْآنَ فإِنهُ يأْتي يوْمَ الْقيامةِ شفيعاً لأَصحابهِ» فالصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما، منوهاً إلى «الاستفادة من هذه الفرص القيمة التي لا تعوض، فيجب أن يستغل صحته وقوته حتى لا يندم بعد ذلك، ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام «اغتنمْ خمساً قبل خمسٍ شبابك قبل هرمكَ وصحتك قبل سقمكَ وغناكَ قبل فقرِك وفراغك قبل شغلك وحياتكَ قبل موتكَ».