أدارت الحوار - سماح علام:

أكد استشاري الإرشاد النفسي والأسري د . خالد إسماعيل العلوي أن مواجهة المشاكل الأسرية يعد أمراً طبيعياً قد تواجهه أي أسرة في ظل التحديات والمتغيرات الكثيرة التي يشهدها المجتمع، إلا أن سر التعامل الإيجابي مع هذه المشاكل هو الوعي بأبعادها والتعامل الإيجابي معها، فكل أسرة لها ظروفها وبالتالي عليها وضع أنظمتها وتحديد احتياجاتها وأولوياتها، موصياً بضرورة وضع نظام تشاركي في المنزل قائم على الحب والاحترام والصراحة.

جاء ذلك خلال عقد أول استضافة لمختص في مبادرة "قروب الأسرة" التي أطلقتها صحفية "الوطن" لتقوية التفاعل المباشر، حيث تواصل الجمهور لمدة ساعة مع الدكتور العلوي وطرحوا عليه أسئلتهم، وفي الآتي أهم ما دار خلال المناقشة.



مشاكل الطفولة والمراهقة

* قروب الوطن: كيف نتعامل مع مشكلة عنف الأطفال؟

- د العلوي: يحتاج الأطفال إلى نوع من التفاعل الإيجابي والمدروس من الوالدين، بمعنى أنه يتوجب على الآباء التقرب منهم وإعطائهم الفرصة للتفاعل معهم، ومنحهم حقهم في التعبير عن ما يجول في خواطرهم، والتنفيس عن ما في نفوسهم.. إذا القرب من الأطفال ومحاولة كسب الأطفال أمر مهم جداً وهو الأساس لتقليص سلوكيات العنف التي قد تطرأ داخل الأسرة.

* قروب الوطن: كيف نتعامل مع شقاوة الأطفال والإزعاج وخاصة في هذه الأيام مع طول فترة الجلوس في البيت ؟

- د العلوي: لابد من وجود نوع من التصالح والتوافق بين الأطفال، أما قضية الحق بينهم فنحن لسنا في محكمة بل في بيئة لطيفه توجه وتحل تحت مظلة الحب، ويتم التوافق بينهم عند النزاع، فالقضية ليست الحكم على طرف، بل الهدف هو توضيح أبعاد السلوك، وإعطاء فرصة للطفل أن يفهم أبعاد السلوك ونتيجته، إذا التعلم من الأخطاء وشرح الموقف هو الأساس.. ومن المهم عدم الوقوف مع طرف ضد آخر بل التوازن والنظر للموضوع بتجرد والشرح للأطفال من أجل الفهم.. أيضاً الإزعاج يأتي من الفراغ لذا لابد من إشغال الطفل في أمور تضيف لشخصيته وتطلق طاقاته لا أن يكون الفراغ هو سيد الموقف، وبالتالي تحدث الفوضى ويزيد الإزعاج.

* قروب الوطن: كيف تتعامل الأسرة "الأم والأب تحديداً" مع مرحلة الطفل بسن المراهقة في الإعدادية والثانوية؟

- د العلوي: لكل مرحلة خصائصها النفسية واحتياجاتها أيضاً، لذا لابد من الوعي بخصائص كل مرحلة، وعدم فرض الأشياء على المراهق، لاسيما وأن شخصيته ترفض التوجيه والسيطرة وتذهب إلى الحرية، أيضاً نقول إن المراهقة ليست مرحلة مخيفة بل يجب التكيف معها، وعلى المراهقون بالمثل أن يتكيفوا مع أسرهم، لكل ذلك يعتبر التواصل الإيجابي وتعزيز الصداقة وكسب الود هو الأساس، فالطفل بشكل عام قد يقبل التوجيه لكن المراهق قد يشعر أنه المهزوم أو الضحية، لذا يجب إعطائه مساحته ولكن بضوابط.. ولو خيرنا مجموعة من الأبناء بأي طريقة يريدون أن يتم التعامل معهم، سيقولون أن اللين واللطف والاحترام هو المطلوب، وثمار هذا النهج لن يكون آنياً بل يحتاج إلى صبر وستكون النتيجة بعد حين.

* قروب الوطن: يرفض أحياناً الطفل الاستماع لوالديه.. كيف نتعامل معه خاصة وأن هذا الأمر يحدث أمام إخوانه؟

- د العلوي: أعتقد أن خلق برامج خفيفة تجمع العائلة سيغير الكثير، فإيجاد برامج اجتماعية ثقافية ترفيهية داخل الأسرة أمر مهم، وأن يكون البرنامج تشاركياً يضعه الطفل أو الشاب وليس من الأب، هو من يخلق الجو الذي يريده، الأسئلة مهمة، على الطفل أن يسأل وبالتالي تزداد المعلومات لديه، وتزيد ثقافته مع الوقت، من هنا يمكن اجتياز أي سلوك سلبي وإحلال سلوكيات جديدة تشاركية.. هذه الإجازة هدية إلهية أتيحت الفرصة لنا لكي نرتقي بأطفالنا، والمفروض منا من الآباء والأمهات أن نعود إلى المنزل .. من هنا نقول إنها أجمل فرصة للقاء أفراد الأسرة، وفتح أبواب أوسع للتواصل بين أفراد الأسرة الواحدة.

* قروب الوطن: في ظل الفضاء المفتوح كيف أقنن استخدام الهاتف النقال للأبناء وما هو السن المناسب لاستخدام النقال، وكيف نحد من تأثير الأجهزة اللوحية على الأبناء؟

- د العلوي: كما يعلم الجميع في الوقت الحاضر بأن أغلب أطفالنا مدمنون على الأجهزة اللوحية ما هي الطرق والأساليب التي نتعامل معها نحن كأولياء أمور ونبعد هاذي الأجهزة عن أطفالنا، أيضاً أن نطرح الأضرار التي يمكن أن يسببها هذا الجهاز، والإطلاع على فيديوات تشرح هذه الأضرار، من هنا نقول أن الاستخدام السليم هو الأساس، وأيضاً توضيح ظروف الآباء وتوضيح الإمكانيات ومستوى الدخل، وشرح الأولويات، فإذا كان الجهاز المطلوب سيكلف الأسرة الكثير يجب أن يشرح له، وأن يفهم الحياة كيف تسير، وأن هناك التزامات أخرى يجب أن توفى.

نحن نتحدث عن فهم وتشكيل ووعي، إذ يجب على الآباء اختيار الأسلوب في التعامل مع الأجهزة، على أن يراعى أن تكون طريقة الاستخدام في حدود البرامج المتاحة والوقت المسموح ساعتين أو ثلاث بالكثير، مع العلم أن كل وسائل الراحة والألعاب متوفرة بشتى الطرق والوسائل، ويمكن أن يكون هناك اتفاقية مبرمة بين الآباء والأبناء، ومن الجميل الوصول إلى اتفاقيات بين الاثنين.. وشرح أن البيوت تختلف والأشخاص يختلفون والأسر تختلف، والمقارنة لا تستقيم.

مشاكل أسرية وزوجية

* قروب الأسرة: كيف نحل المشاكل المالية التي تواجه الأسرة؟

- د العلوي: هذا موضوع مهم ويطول الحديث فيه، ولكن لابد من أن نجيب على تساؤل مهم وهو لماذا لا نتكيف مع الظروف، ولماذا نربط سعادتنا بالماديات، فمتى ما اقتنعنا أن الرضا هو الأساس، وأن الكماليات يمكن الاستغناء عنها فهنا نكون حققنا الاتزان، والسعادة في الأساس لا تتعلق بالجوانب المادية في أي شكل من الأشكال. .. من هنا نقول أن التفكير هو الذي يحكمنا وليس الظروف هي التي تحكمنا.. ونحن مجتمع استهلاكي لذا يجب العمل على ضبط هذا الجانب وتقليل المصاريف، والقناعة بالذي نملكه.

* قروب الأسرة: زوجتي حامل فالشهر السابع ودخلت كل من أمي وزوجتي في دوامة بخصوص الاسم، فزوجتي تريد اسماً جديداً وأمي تريد أن نسمي على اسمها كجزء من البر لها؟ ما رأيك في هذا الموضوع؟

- د العلوي: المشاركة بين أفراد الأسرة هو الحل، فليس الهدف هو الخلاف على الاسم، ولكن كم جميل أن يكون هذا الطفل هو هدية من الله تقرب النفوس وتوثق العلاقات، فالكبار يحتاجون "مراضاه" "ولطف ولين" وكم جميل أن نسمي على الآباء في حياتهم من أجل السعادة، ولكن في النهاية لا يربط البر بالاسم، ولكن الجو العام في الأسرة يجب أن يكون احتفاء بهذا الطفل الجديد القادم للعائلة وأن يكون مصدر سعادة وفرح لا مصدر خلاف بسبب اسم، كما أن التدخل المباشر في التسمية قد يكون أمراً خاطئاً، لذا التراضي هو الأصل.

* قروب الوطن: هل تعتقد أن تعدد الزوجات حل لتقليل المشاكل الزوجية؟

- د العلوي: الإنسان يجب أن يكون قنوعاً في حياته مع زوجته، فالتعدد يعني وجود الاستعداد ولكن هذا لا يعني المسؤولية والأمانة، وحتى لو ذكر في القرآن فإن الشرط العدل، ولكن السؤال من يقدر أن يعدل، فالإنسان لا يمكن أن يضع معياراً عادلاً، فنحن نتحدث عن قلب وعواطف، لذا أوضح الجانب السيكولوجي أن العدل في العواطف أمر صعب ولا نتحدث عن الثابت الديني في الموضوع وهو جواز التعدد للرجل.

* قروب الوطن: دكتور من فترة قديمة حصل تصرف ما من الزوجة سبب لي عدم الثقة وطبعاً مع مرور الأيام حاولت النسيان ولكن ما بين فتره وفترة أتذكر ويعود جو المشاكل وهكذا .. السؤال كيف أستطيع الثقة؟

- د العلوي: هذه المشكلة هي أم المشاكل الأسرية، ففقدان الثقة من أكبر المشاكل التي تواجه الزوجين هو فقدان الثقة، فالوقاية خير من العلاج، كما إن الجلوس والتفاهم قبل الزواج على أسس قد تحد من الكثير من المشاكل، هناك بعض المشاكل التي تتطلب الكثير من الاستفسارات والبحث في الأسباب، من هنا نتلمس الحل، وعلى الزوجين دائماً العمل على توثيق الصلة بينهما، وترك الماضي، واجتياز أي مسبب قد يعكر صفو الحياة، لذلك الثقة بالآخر هو أساس الاستقرار.

* قروب الوطن: ما رأيك بضرب الرجل لزوجته عند الحاجة؟

- د العلوي: نحن في زمن لا نتطرق فيه إلى ضرب الزوجات، فأنا كاستشاري أولاً وكشخص ثانياً لا أقبل أن إنسان يضرب إنسان، فكيف بالزوج الذي يضرب شريكة حياته، فنحن نتحدث عن شريكين في حياة واحدة.. أتمنى ممن طرح هذا السؤال تغيير هذه الفكرة، إذ لا يجوز الضرب في أي حال من الأحوال.

* قروب الوطن: ما هي أساسيات أو مقومات الزواج الناجح ؟

- د العلوي: لابد من طرح فكرة الخضوع للإرشاد الزواجي قبل الزواج، فساعة أو ساعتين من الإرشاد قبل الزواج قد تغير الكثير من طريقة التفكير وتنظيم الأسرة ، والاستغناء عن أمور والتركيز على أمور أخرى، ولكن بشكل عام لا يوجد وصفة سحرية للزواج الناجح ولكن يوجد تفاهم واتفاق بين الاثنين على إنجاح الزواج واستمراريته.

مشاكل أسرية ببصمة "كورونا"

* قروب الأسرة: كيف يمكن تجاوز الحالات النفسية جراء الشعور بالوحدة بسبب المكوث في المنزل لأيام طويلة خوفاً من "كورونا"؟

- د العلوي: الموضوع يعتمد على بناء سيكولوجي، وأسلوب تفكير، أحياناً يستطيع شخص أن يعيش سعيداً في غرفته الصغيرة وأن يرسم أو يكتب أو يلعب أو مزاولة أي نشاط من غرفته، فإذا ربط التفكير بالضيق والشعور بالوحدة فسوف تكون هناك خلق لمشاكل نفسية، أما إذا توجه التفكير نحو السعادة والبحث عن أنشطة يمكن ممارستها من داخل الغرفة الصغيرة أو من داخل المنزل فحتماً سيكون هناك أبواب كثيرة يمكن أن تفتح أمام الشخص تقيه من الشعور بالوحدة، ونؤكد هنا على تقوية التواصل بين أفراد الأسرة وقضاء الوقت بشكل تشاركي فاعل.. إذا الموضوع أساسه فكرة توضع في العقل، لذا يجب معرفة نوعية الأفكار التي نغذي فيها عقولنا.

أيضاً نقول أن القلق والخوف الزائد قد يؤدي إلى الاكتئاب فلماذا نكون فريسة لكل هذا، فكل إنسان يستطيع أن يتواصل مع الآخرين والتقنية يمكن أن توظف بشكل إيجابي لتقوية التواصل وإن كان ليس وجهاً لوجه.. أيضاً لابد من الإشارة إلى وجود مجتمعات تعيش في ظل حروب بل وتعيش في كوارث أكبر، ولكنها تواجه ما تعاني منه وتتأقلم معه، والحمد الله نحن في نعمة، وهذه الجائحة ستذهب وسنعود لحياتنا الطبيعية كما كنا بإذن الله.

* قروب الأسرة: كيف نستطيع خلق جو في البيت يخلو من المشاحنات التي تكثر في ظل كورونا؟ وما هي كيفية تحسين العلاقة الزوجية وعدم خلق المشاحنات؟

- د العلوي: الكل أمامه فرصة للبحث عن الجديد والإبداع، واكتشاف المواهب، وبالتالي التعامل الإيجابي مع الأزمة، فالبيت جنة، ويكفي أننا نعيش بصحة وعافية، فلماذا نكون عرضة للمشاحنات، أيضاً نؤكد على أن الرضا والحب وإسعاد الآخر هو السبيل للحياة المستقرة الهانئة.. وأشير هنا إلى أهمية موضوع الامتصاص واستيعاب الآخرين، فالزوج يجب أن يمتص غضب زوجته في وقت ما، وبالمثل الزوجة تمتص غضب الزوج في أوقات أخرى، وهذا الاتزان وتبادل الأدوار هو الذي يحقق الجو المثالي الذي يحد من حجم المشاكل قدر الإمكان.

* قروب الوطن: يشكو بعض الأبناء من وسواس الأب تجاه "كورونا"، فكيف نتعامل مع الأمر بتوازن؟

د العلوي: هناك فئات مختلفة في كيفية التعامل مع الأمور، وهناك 3 استجابات يمكن ذكرها، الأولى: رد فعل يهمل ولا يبالي ويكون مجرد من المسؤولية، أما الثانية فهي المبالغة في الوسواس والخوف، والتفاعل هو المسيطر عليه من الخوف والعيش مع الحدث، والتشويش بسبب الحدث، من هنا نقول أن الاستجابة الثالثة هي الطبيعية والتي تتمثل في الاستجابة للحدث وليس التفاعل معه، أي أن الاستجابة يجب يكون فيها العقل حاضراً، ويكون قادراً على التكيف وإيجاد الحلول، وهذا ما نريد الوصول إليه.

مشاكل تربوية يراد حلها

* قروب الوطن: ماذا لو أن المدارس تقوم بوضع مرشد إرشادي نفسي تربوي في المدرسة؟ هل سيكون الوضع أفضل لمعالجة حالة الطلاب لأنه يمر بمراحل عمرية مختلفة ويحتاج إلى النصح؟

- د العلوي: عملت في وزارة التربية والتعليم لسنوات، وكنت الوكيل المعني بالأمر، ولكن هناك أمور كثيرة تحكمنا، منها خلق وظائف جديدة ورصد ميزانيات، وهذا يتوقف على سياسة الدولة وتحديد الأولويات وأيضاً تأهيل الأشخاص، ولكن في العموم لدينا مرشدين اجتماعيين في كل المدارس، ويمكن إضافة مرشد نفسي في كل مدرسة الأمر الذي يمكن أن يضيف الكثير ويغير من الخارطة النفسية عند الطلاب، فكثير من المشاكل التي تؤثر على الطلاب تتعلق ببيوتهم ونفسياتهم، ومختص علم النفس أقدر على التعامل مع المشاكل النفسية بشكل أكثر تخصص من حل المشاكل الاجتماعية التي لا تقل أهمية أيضاً.. إذاً إضافة عنصر المختص النفسي في المدارس يمكن أن يحسن ويغير الكثير.

أعتقد أن هذا الموضوع يمكن أن ينطرح على مستوى أعلى، وأن يتم النظر في هذا الموضوع ودراسته، فنتائج وجود المختص النفسي سوف يحد من الكثير من المشاكل، وسيضيف بعداً جديداً في العملية التعليمية والتربوية على مستوى السلوكيات والنفسيات، نحن لا نتحدث عن وجود مختص في الوزارة نفسها بل داخل المدارس، ولا نتحدث عن تحويل الطالب لمرشد عند الحاجة بل نتحدث عن خلق هذه الخدمة في المدرسة الواحدة.

* قروب الأسرة: هل تظن أن فرق السن بين الوالدين والأبناء له أثر سلبي ونفسي على الطرفين؟

- د العلوي: الفرق برأيي يعني خبرة أكثر، يعني قدرة على النزول إلى عمر الأبناء والتعامل معهم على هذا الأساس، ولكن المشكلة في "الستايل" القديم في التربية والتفكير، مقابل التفكير الجديد "المودرن" مع الأبناء، من هنا نقول أن الفرض هو خطأ، وإيجاد صيغة تفاهمية في تسيير الحياة وتخطي الفجوة الثقافية بين الأجيال.

* قروب الوطن: ما رأيك في ترك تربية الطفل على المربية الأجنبية دون تدخل الأم والأب في التربية له تأثير على وسلوكيات الطفل؟

- د العلوي: التربية للأم والأب هذا هو الأساس، وأنا ضد تربية الخدم، وهذا ليس له علاقة بالقدرة المادية، فالخادمة تساعد في وقت معين كمساعدة فقط، ولكن لا تترك مسؤولية التوجيه والتربية بالكامل للخادمة، أيضاً لا نعرف تربية هؤلاء المستخدمين وما هي ثقافتهم، أيضاً أنصح أن يكون رعاية الخدم تحت عين أحد أفراد الأسرة وليس ترك الموضوع اعتباطياً، وهنا نتحدث عن نوعية الوقت المقدم للأبناء وليس الكم، فالجلوس في المنزل لا يعني التواصل العاطفي والاحتضان الحقيقي للأبناء، من هنا نقول أن الالتصاق والحب هو الأساس في التربية وإحداث التأثير المطلوب، فالعائلة ليست قضاء وقت بل تأثير وتأثر.

* قروب الوطن: ما هي أسباب تأخر النطق عند بعض الأطفال ما هي الأشياء التي يمكن أن تساعد الطفل على النطق ؟

- د العلوي: الجانب الأول له سبب عضوي لذا يجب عرض الطفل على طبيب، والجانب الثاني هو الجانب الذي يتعلق بالنطق والكلام، والجانب الثالث يتعلق بالجانب الإرشادي، ولكن يجب التعامل مع الموضوع بشكل جيد، كي لا يتعقد الأمر، وهنا يجب تشجيع الطفل على الكلام وعدم الاستهزاء به، وعدم الضحك عليه، سواء أصيب بالتأتأة أو أصيب باللعثمة أو النطق الخطأ، إذ يجب تشجيعه على اجتياز الخطأ، وإعطائه الثقة.

* قروب الوطن: هل من ممكن رجوع الناس لتعليم الطفل القرآن الكريم للتربية النفسية والأخلاقية والسلوك كما كان من قبل؟

- د. العلوي: دستورنا وكتابنا هو القرآن الكريم، ونحن مسلمون وهذا يجب أن ينعكس في حياتنا، فقراءة القرآن يؤدي إلى الراحة النفسية، ودروس القرآن هي دروس ثرية تنعكس على حياتنا وسلوكياتنا، وهناك فرق بين قراءة القرآن وبين من لا يقرأ، بل هناك فرق بين من يتدبر ويفهم ويعمل بالقرآن وبين من لا يطبق مضامينه، لذا فهم القرآن واستيعابه له أثراً تربوياً ونفسياً كبيراً على الإنسان سواء كان كبيراً أو صغيراً، ومن المهم ربط الأطفال بالقرآن الكريم.

* قروب الوطن: كيف نصاحب أطفالنا، أي كيف نخلق علاقة صداقة بين الأب وابنه، خاصة إذا الأب لديه أكثر من طفل في أعمار متفاوته، حيث أن هناك غيرة تتولد بين بعضهم البعض لتقليد الأخ الأكبر أحياناً؟

- د. العلوي: مثل شعبي جميل .. "لين كبر ولدك خاويه"، وجميع الدراسات التربوية تدل على أهمية تقوية علاقة الأب أو الوالدين بالأبناء والتقرب لهم، فكلما زاد القرب زادت الرابطة وأصبح التوجيه سهلاً، كما أنه يجب الوعي بأهمية عدم إعطاء الفرصة لأخذ أي معلومة من الخارج، إذا التواصل الوثيق بين الآباء وأبنائهم هو طريق الأمان لتواصل أفضل.