سماهر سيف اليزل:

أكد رجال دين أهمية الالتزام بتعليمات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، مبينين أن المسؤولية تقع على الأفراد في تحصين أنفسهم وتحصين ذويهم، والتوكل والرجوع إلى الله، والأخذ بالأسباب والابتعاد عن كل ما قد يجلب الضرر.

وأوضحوا في تصريحات لـ "الوطن" أن أخذ اللقاح الخاص بفيروس كورونا ضرورة شرعية، مؤكدين على ضرورة الالتزام بأخذ التطعيم والوقاية، اتباعاً للسنة النبوية، من باب دفع البلاء قبل وقوعه.



وقال الشيخ أحمد الدعيس إن الالتزام بتعليمات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا واجب أخلاقي، وأنه يجب الالتزام باللقاح واتباع الجهات المسؤولة والمخولة، وعدم التساهل والإسراع للتسجيل بأخذ اللقاح.

وأضاف: "يجب على الجميع الأخذ بالأسباب المتمثلة في التطعيم واتباع الإجراءات، والتباعد، مع صدق التوكل على الله، مشيراً إلى أهمية التوكل وعدم الخوف أو الهلع لعدم إضعاف الجهاز المناعي، مشدداً على ضرورة الحذر من الشائعات، وأخذ المعلومات من الجهات الرسمية.

وأردف قائلاً: "إن القاعدة الشريعة تقول "لا ضرر و لا ضرار"، وعليه ينبغي على الإنسان أن يعرف مسؤوليته في هذا الباب وأن لا يضر بنفسه أو يضر بغيره، وكذلك من منطلق أن كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فيجب على ولاة الأمر توجيه الأبناء لما هو صحيح من التزام وامتناع عن التجمعات أو الاختلاط والحرص على التطعيم".

من جهته قال الشيخ محمد العرادي "يجب تصحيح النظرة إلى الأمراض والبلاءات لتحسين عملية الشفاء النفسي، فكثير من الناس يموتون من القلق والتوتر والخوف أكثر من موتهم جراء المرض نفسه، لذلك نوصي بأن تكون النظرة للمرض إيجابية طبيعية على أنه بلاء واختبار من رب العالمين وتذكير بالرجوع إليه والتوكل عليه ودعائه".

وأضاف أن التطعيم يقي من الضرر الواقع من فيروس كورونا، وعين العقل أن يتجنب الإنسان الآخرين لذلك يقضي العقل بالتطعيم وتحصين النفس والتداوي وعدم القيام بالأمور التي تؤدي إلى الضرر مثل الاختلاط والاجتماع وعدم الالتزام بالقرارات، وأن نجنب الوطن كل الكوارث والأزمات.

فيما قال إمام مسجد سمو الشيخة لولوة بنت خليفة بن سلمان آل خليفة عيسى المحميد "متى وقع الوباء في بلد والإنسان فيه عليه أن يصبر على قدر الله، والآجال مضروبة لن يتقدم أحد عن أجله ولن يتأخر، مشيراً إلى أن الإنسان مأمور بالبعد عن أسباب الهلاك، فالإنسان يأخذ بالأسباب الاحترازية والإجراءات الوقائية ثم يصبر على قدر الله؛ لا أن يذهب للمخاطر ويكثر من التجمعات ويبتعد عن لبس الكمامات ثم يقول لن يصيبني إلا ما كتب الله لي؛ فهو بهذا الحال لا يكون متوكلاً على الله، إنما الصواب أن يتوكل على الله بفعل الأسباب وترك الممنوعات ثم يوقن بعد ذلك أنّ ما كتب الله ماض ونافذ لا حيلة فيه، لأن الإنسان مأمور بأخذ الأسباب التي شرعها الله لوقاية نفسه وأهله ثم مجتمعه، كما عليه أن يعلم أنه إذا خالف تلكم الأسباب وتسبّبَ على نفسه أو غيره يأثم لأنه خالف أمر ولي أمره وأضرّ بغيره عن قصد لعدم التزامه بما يحفظ نفسه ويحفظ غيره".

وأضاف: "ثمّ إن على الإنسان أن يتقيَّ الله في أولئك الذين نذروا أنفسهم لخدمتنا وسهروا لأجل سلامتنا في فريق البحرين الوطني من إخوة وأخوات وآباءٍ وأمهات وأبناءٍ وبنات ويضعهم في مقام أهله الذين لا يرضى لتعبهم أن يضيع سدى، فعلينا جميعاً أن نلتزم يما يقررونه لنا من أجل الحفاظ على سلامتنا وأهلينا وأن نكون خير عونٍ لهم لإرساء الأمن الصحي في مملكتنا الغالية".

وأكد على ضرورة الالتزام بأخذ التطعيم والوقاية سنةٌ نبوية فقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: (من تصبح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سحر ولا سم) وهذا من باب دفع البلاء قبل وقوعه، فهكذا إذا خشينا من مرض أو وباء علينا أن نتخذ الوقاية ضد الوباء الواقع في البلد أو في أي مكان من باب الدفاع، فالتداوي لا بأس به، والنبي ﷺ قال: (عباد الله! تداووا، ولا تداووا بحرام ) فالتداوي أمر مشروع لا بأس به ولا ينافي التوكل، فالتوكل يشمل الأمرين: الاعتماد على الله والتفويض إليه مع تعاطي الأسباب ولهذا أرشد النبي ﷺ إلى التداوي، وسئل عن الرقى والأدوية قال: هي من قدر الله، وقال عمر لما أتى الشام وبلغه حصول الوباء في الشام الطاعون انصرف بالناس ورجع بهم وقال: (نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله ) فالتداوي أمر مشروع على الصحيح وهو قول أكثر أهل العلم، وإذا ظُنَّ نفعه واشتدت الحاجة إليه تأكد؛ لأن تركه يضر يتعب نفسه ويتعب أهله ويتعب خدامه، فالتداوي فيه مصالح لنفسه ولأهله، ولأن التداوي يعينه على أسباب الشفاء ويعينه على طاعة الله حتى يصلي في المسجد، حتى يقوم بأمور تنفع الناس وتنفعه، فإذا تعطل بسبب المرض تعطلت أشياء كثيرة، والتداوي فيه مصالح كثيرة إذا كان بالوجه الشرعي والأدوية المباحة، ومن قال: إنه مستوي الطرفين أو إن تركه أفضل فقوله مرجوح والحق أحق بالاتباع، والأدلة الشرعية مقدمة على كل أحد وأخيراً (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة) فعلينا أن نراجع أنفسنا وننزجر عما نهانا الله عنه إلى ما أمرنا الله تعالى به ففي ذلك بإذن الله المخرج من هذا البلاء.