بسعادة غامرة تجلت في ملامح وجه الباسم، قال الطفل خالد: "كم أنا فخور بما حققته والدتي من إنجاز بقدرتها على استكمال دراستها والتخرج من الثانوية العامة، بعد انقطاع عن الدراسة دام 10 سنوات، متحديةً ظروف الحياة والتزاماتها، وهي قدوتي التي تعلمت منها عشق التحصيل الدراسي".

من جانبها قالت السيدة ذكريات فرج الدوسري، والدة خالد، والخريجة المتفوقة من التعليم المستمر مؤخراً بمعدل 94%، من مركز الرفاع الغربي للتعليم الثانوي الموازي، تخصص العلوم التجارية: "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، هذه ليست مقولة أو كلمات منمقة فقط، بل هي معانٍ كبيرة آمنت بها، ورسمت خطتي لإكمال تعليمي، بالاستفادة من الفرصة الثمينة التي تتيحها وزارة التربية والتعليم في مراكز التعليم المستمر المسائي، في ظل تشجيع الأهل ودعمهم الكبير لي، وبالقوة الإيجابية التي مدني بها ابني خالد الذي يستمد قوته وتميزه في التعلّم مني، ولم أرض إلا بأن أتخرج بتفوق مشرف لي ولمن وقفوا بجانبي وساندوني".



وقالت ذكريات إنها أكملت تعليمها للتو بعد انقطاع طويل، بسبب ظروف الحياة التي حتمت عليها البقاء في المنزل وعدم مواصلة التعليم آنذاك مع زميلاتها، إلى جانب ظروف الأمومة والتفرغ لتربية ابنها في أولى سنواته، لكن مع مرور الوقت تجدد لديها حلم مواصلة التعليم الذي هو أساس الحياة وبه تتحقق الطموحات والأهداف.

وتابعت: "الحياة التي عشتها منذ انقطاعي عن الدراسة في عام 2010، أثبتت لي أنه لا يمكن الاستغناء عن التعليم مهما كانت الظروف، فعدت بكل قوة إلى مقاعد الدراسة، لأقوم بدوري كأم على أكمل وجه، وفي المساء أنا الطالبة النجيبة التي تسعى للامتياز، وكان التوفيق بين الالتزامات الأسرية والدراسية متعباً بعض الشيء، بيد أن حلاوة التخرج وفرحتي بالتفوق أنستني كل ذلك".

وعن التعليم خلال الجائحة، قالت إنها استفادت من البث الدراسي المباشر عبر الفصول الافتراضية، وقد وهبها الله زميلة دراسة لها نفس الظروف كونها أم وطالبة، فكانت كل واحدة منهما تحفز الأخرى على المضي قدماً نحو حلم التخرج.