سندات الخزانة الأمريكية تتوقف عن الهبوط والأسهم تتراجع


انتعشت أسعار سندات الخزانة الأميركية في حين عانت الأسهم في نهاية أسبوع مضطرب شهد تعديل المستثمرين مراكزهم استعداداً لسياسة الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.

انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد تجاوزها مستوى 4.5% لفترة وجيزة لأول مرة منذ 2007. وسجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس الماضي. وتفوق أداء أسهم التكنولوجيا، التي تحملت العبء الأكبر في موجة الهبوط الأخيرة، فقفز سهم "أبل" بعد طرح أحدث هواتف الشركة وساعاتها في الأسواق، وارتفع مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بعد أنباء عن أن واشنطن وبكين تشكلان مجموعات عمل لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية.

ما يزال المستثمرون يشعرون بقلق بالغ بسبب التضخم ومسار السياسة النقدية وسط الارتفاع الأخير في أسعار النفط وتلميح الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة لن تنخفض في المدى القريب، وفق تصريحات فواد رزاق زاده، محلل السوق في شركتي "سيتي إندكس" و "فوركس دوت كوم".


ولاحظ رزاق زاده: "من السابق جداً لأوانه أن نقول إن الأسواق بلغت نقطة القاع، لأن شيئاً لم يتغير من الناحية الأساسية".

تصريحات فيدرالية متشددة

قال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إن هناك احتمالاً برفع الفائدة مرة واحدة على الأقل وقد نحتاج إلى إبقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة طويلة حتى يستطيع البنك المركزي تخفيض معدل التضخم إلى مستهدف 2%. وفي حين قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز إن "تشديد السياسة النقدية أكثر من ذلك" ما زال بالتأكيد مطروحاً على الطاولة، ألمحت عضوة مجلس محافظي البنك ميتشيل باومان إلى احتمال أن يحتاج البنك إلى زيادة أسعار الفائدة أكثر من مرة، مؤكدة على مركزها بوصفها واحدة من أكثر الأعضاء تشدداً في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

أما رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، فقالت إنها غير مستعدة لإعلان الانتصار في مواجهة التضخم، وإن البنك المركزي ما زال ملتزماً بتخفيض الضغوط السعرية "بطريقة لطيفة وهادئة قدر الإمكان".

الرهان على خفض الفائدة

عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قد تبلغ 4.75% قبل أن تدفعها مشاعر العزوف عن المخاطرة وتقشف الأوضاع المالية للانخفاض مع نهاية العام، وفقا لمحللي أسعار الفائدة في مصرف "بنك أوف أميركا". في الوقت نفسه، يقول استراتيجيو "غولدمان ساكس غروب" إن أسواق أسعار الفائدة تراهن على تخفيضها بنحو 75 نقطة أساس في عام 2024، وأن ذلك الرهان قد يستمر "في المدى القريب" استناداً إلى ضعف بيانات الأداء الاقتصادي وقراءة أحدث مخطط نقطي صادر عن البنك المركزي.

تخلص المستثمرون من الأسهم بأسرع وتيرة منذ شهر ديسمبر لأن توقعات أن تظل الفائدة مرتفعة لفترة طويلة ترفع مخاطر ركود الاقتصاد، بحسب استراتيجيي "بنك أوف أميركا" بقيادة مايكل هارتنت.

شهدت صناديق الأسهم العالمية تخارجاً بقيمة 16.9 مليار دولار على مدى الأسبوع المنتهي في 20 سبتمبر، وفق مذكرة للبنك، مستنداً إلى بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global). وقادت صناديق الأسهم الأميركية موجة الخروج، بينما في أوروبا وصلت عمليات الاستراداد إلى 28 أسبوعاً.

أبرز أخبار الشركات

قالت نقابة "عمال السيارات المتحدون" إنها انتزعت تنازلات مهمة من شركة "فورد موتور"، وسوف تجنب الشركة أي معاناة إضافية حتى مع توسيع نطاق الإضراب إلى 38 منشأة إضافية تديرها شركتا "جنرال موتورز" و"ستيلانتس" اعتباراً من منتصف يوم الجمعة.

يبدو أن عملية استحواذ شركة "مايكروسوفت" على شركة "أكتيفيجين بليزارد" بقيمة 69 مليار دولار ستتجاوز العقبة التنظيمية الأخيرة بعد أن أشارت سلطات حماية المنافسة في المملكة المتحدة إلى أنها ستقبل أحدث التنازلات، منهية انتظاراً دام أكثر من عام ونصف لإتمام أكبر صفقة في سوق الألعاب على الإطلاق.

من المتوقع أن تقاضي لجنة التجارة الفيدرالية شركة "أمازون" بسبب انتهاكات قواعد منع الاحتكار الأسبوع المقبل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر- مما يمثل رابع ضربة توجهها اللجنة ضد عملاقة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت هذا العام.

قالت شركة "نيكولا كورب" إنها ستطرح سندات ممتازة قابلة للتحويل بقيمة 40 مليون دولار في عام 2024.