الجزائر - جمال كريمي

توقع خبراء جزائريون "انخفاض أسعار النفط بمقدار 4 دولارات للبرميل خلال المرحلة المقبلة إثر الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في فيينا"، موضحين أن "القرار رهينة التزام الدول به".

وقبل أيام، وافقت الدول الأعضاء في منظمة الأوبك على زيادة إنتاج النفط بهدف تلبية الطلب المتزايد حول العالم.



وفرضت المنظمة قيودا على الإنتاج قبل أكثر من عام، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في منظمة الدول المصدرة للنفط أن المنظمة وافقت مع روسيا على رفع الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل نسبة 1 % من الإنتاج العالمي.

ويتوقع أن تكون الزيادة الفعلية أقل من الحجم المقرر لأن العديد من الدول التي خفضت في إنتاجها في الفترة الماضية ستجد صعوبة في العودة إلى طاقة الإنتاج الكاملة، بينما لا يسمح لدول منتجة أخرى بتعويض النقص، حسب مصادر أوبك.

وطالبت الولايات المتحدة والصين والهند أوبك بزيادة الإنتاج لتجنب حدوث نقص في العرض يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي.

من جانبه، وصف الرئيس المدير العام السابق لشركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة، عبد المجيد عطار، أن "الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة "أوبك" في فيينا، بـ "المتواضع"، مضيفا أن "كمية الإنتاج المتفق على عرضها في السوق هي الآن مطروحة من طرف بعض الدول التي لم تلزم باتفاق خفض الإنتاج والتي باشرت رفع إنتاجها في شهر مايو".

وأورد المتحدث الذي شغل أيضا قبل ذلك منصب وزير الموارد المائية، أن "الالتزام بالاتفاق الموقع عليه، في فيينا بين الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها، برفع الإنتاج بما يعادل المليون برميل يوميا، متوقف على مدى احترام عدد الدول التي تتوفر على طاقات إنتاجية كبيرة".

ونبه المتحدث، إلى "إمكانية عدم احترام بعض الدول احترام الاتفاق، وعدم ضخ كميات إضافية أخرى من النفط على مستوى الأسواق الدولية".

وعن تأثير الاتفاق على أسعار النفط، قال عطار إن "ذلك يتوقف كذلك على مدى احترام بنود الاتفاق والتقيد بحصص الإنتاج التي جاءت به، مع الأخذ بعين الاعتبار منحى تطور إنتاج الغاز والبترول الصخري، مع احتمال انخفاض الأسعار عوض ارتفاعها".

وأكد الخبير النفطي، أن "بلاده لا يمكن لها أن تزيد من إنتاجها الحالي بأكثر من 100 ألف برميل يوميا، نتيجة لتراجع طاقاتها الإنتاجية خلال السنوات الأخيرة".

هذا الأمر أكده، المدير السابق للاستكشافات في المجمع النفطي الحكومي الجزائري سوناطراك، سعيد بغول، والذي قال إن "الحقول لن يكون بمقدورها في الوقت الراهن الرفع من مستويات الإنتاج التي تستفيد منها نظريا عند تقسيم الحصص".

وسجل المتحدث، أن ذلك راجع إلى طبيعة الحقول الجزائرية التي تعرف منحى تنازليا في كميات الإنتاج، إضافة إلى العراقيل المتصلة بمسائل تقنية. وأشار الخبير إلى أن "الوضع يجعل الجزائر تخسر من الناحية الحسابية، وتحدث عن حصة الجزائر وهي في حدود 1.13 مليون برميل يوميا". وتوقع المتحدث، أن "تفقد أسعار النفط بين 3 إلى 4 دولارات بسبب الزيادة في الإنتاج، مع تأكيد على تأثير القرار المتخذ على الأسواق".