عرض الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) خلال جلسة خاصة في المؤتمر الدولي لعلوم الأرض في فيينا، جميع الصور والملاحظات والنتائج الجديدة التي تم اكتشافها عن تركيبة وهيكل قمر المريخ الأصغر (ديموس).

وقد تم التقاط الصور باستخدام الأجهزة العلمية الثلاث للمسبار خلال مروره لأقرب نقطة من القمر على مسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، وتعد الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة (فايكنغ) عام 1977.

وأكد الفريق أن البيانات التي تم اكتشافها لأول مرة تساهم في تعميق فهم المجتمع العلمي العالمي للقمر ديموس، وتساهم في إثرائهم بمعلومات وبيانات جديدة عنه.



وأثبتت ملاحظات علماء في وكالة الفضاء الإماراتية استبعاد إحدى أقدم النظريات التي تشير إلى أن القمر يعتبر في أصله كويكب تم جذبه إلى مدار الكوكب الأحمر، وتؤكد أنه من المرجح أن يكون القمر أصله من المريخ وليس كويكباً كما تم افتراضه سابقاً.

وتشمل الصور عالية الوضوح التي التقطت خلال أقرب تحليق متكرر للقمر، الملاحظات الأولى على الإطلاق بالأشعة فوق البنفسجية المتطرفة والبعيدة، وأول بيانات فائقة الطيف عن (ديموس) بالأشعة تحت الحمراء الحرارية؛ كما كشفت الملاحظات لأول مرة، عن مناطق في الجانب البعيد منه والتي لم تُرصد من الناحية التركيبية من قبل.

وبدأت المراحل الأولى لتحليق مسبار الأمل بجوار قمر ديموس في نهاية يناير وبداية فبراير 2023؛ حيث تمت عمليات معايرة الأدوات لدعم الحصول على صور وملاحظات عالية الوضوح والدقة، بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI)، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS).

ويدور "مسبار الأمل"، كما هو مخطط له، في مدار بيضاوي بين 20,000 و43,000 كم، مع ميلان نحو كوكب المريخ بزاوية 25 درجة، مع تغييرات طفيفة تسهم في دعم الملاحظات الإضافية عن قمر ديموس؛ ويكمل المسبار دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، حيث يسجل مجموعة متكاملة من البيانات لكوكب المريخ كل تسعة أيام في إطار مهمته لرسم خرائط للغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

ونشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" 13 ورقة علمية وبحثية عن بيانات المسبار، في مجلّات علمية متخصصة عالمية وذلك منذ وصوله إلى مداره، وهو ما يؤكد أهمية هذه المعلومات للباحثين والعلماء حول العالم؛ كما استفاد الطلاب والباحثون الإماراتيون بشكل كبير من هذه البيانات في تعزيز بحوثهم المتخصصة ذات الصلة؛ وقد بلغ إجمالي حجم البيانات التي جمعها المسبار بفضل أجهزته الثلاثة حتى الآن أكثر من 2 تيرابيت.