سعاد الحمري

تحار الأمهات الجدد في تغذية أطفالهن خلال سنتهم الأولى، فتسمعن كلاماً متضارباً بين نصائح الجدات وإرشادات الانترنت التي لا تعد ولا تحصى، فما الطريقة المثلى لتغذية الطفل في سنته الأولى؟



تقول اختصاصية التغذية في جامعة البحرين آمال الشافعي "لتغذية الطفل الرضيع دور مهم جداً كما أن لتغذية الأم دور في تغذية طفلها، فحليب الأم أهم غذاء للطفل لاحتوائه على البروتينات وفيتامين "أ" المتوفر في اللبأ والمضادات الحيوية التي تحمي الطفل من عدة أمراض مثل التهاب الأذن والحساسية ومشكلات الأمعاء، فالرضاعة الطبيعية واجبة حتى 6 أشهر. كذلك حليب اللبأ الذي يتكون أثناء فترة الحمل وفي أول 3 أيام من الولادة يجب أن يشربه الطفل لأنه يقوي جهاز المناعة وغني بالبروتينات. ويجب على الأم أن تعلم أن إرضاع طفها من ثديها له عدة إيجابيات عليها فالرضاعة الطبيعية تخفض احتمال سرطان الثدي لدى الأم، وتقلل هشاشة العظام، وتعيد جسم الأم إلى الوزن الطبيعي، وتولد علاقة الأمومة والحنان والدفء، وتمنع حالة الاكتئاب بعد الولادة، كما أنها تقوي عضلات فم الطفل ومناعته وعظامه. فحليب الأم سهل الهضم ونظيف وآمن".

وتضيف "من الأطعمة التي تزيد إدرار حليب الأم المرضعة السوائل والشوفان والمكسرات البنية غير المملحة ، والحضروات ذات اللون الأخضر والداكن، والمشمش والفواكه المجففة والتمر، والجزر والبطاطا، ومن البروتينات الدواجن واللحوم والبيض والكبد والأسماك ومنها التونة والسلمون، والحليب ومشتقاته، كذلك الأعشاب الطبيعية مثل الكمون واليانسون والريحان والشعير والبابونج وحبة البركة".

وعن الأطعمة التي يجب أن تتجنبها الأم، تقول الشافعي "الخضروات عسرة الهضم التي تسبب الغازات مثل الملفوف والقرنبيط والبروكلي والبصل والثوم، وبعض المحمضات مثل الكيوي والأناناس والتوت والبرتقال، كذلك الأطعمة الحارة والتوابل، كما يجب عليها أن تتجنب شرب الألبان كاملة الدسم، وتقلل من السكريات والحلويات والكاكاو التي تزيد من الطاقة وتؤدي الى عدم انتظام نوم الطفل وقد تسبب السمنة و كذلك المنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية".

وبخصوص مراحل تغذية الطفل تقول "تبدأ بالتدرج، فمنذ الولادة إلى عمر شهرين يجب أن يشرب حليب الأم وهو المصدر الأول لغذاء الطفل، وكذلك الحليب الصناعي في بعض الحالات عند تعب الأم وعدم استطاعتها إرضاعه من ثديها، وعند النوم فتعطيه الأم الحليب الصناعي لكن يجب ألا تعتمد الأم عليه في إطعام طفلها. ومن عمر 4 الى 6 أشهر تبدأ الأم تحضير الخضار المهروسة جيداً ، كذلك الأرز المطحون، والفواكه الناضجة المهروسة. وعند دخوله الـ6 أشهر تبدأ تغيير أنواع الأطعمة وتعطيه السيريلاك والتمر المفيد لتقوية مناعته، وكذلك الفواكه مع تجنب بعض الأنواع لأنها مضرة للطفل مثل التوت والعنب، وكذلك زبدة الفول السوداني فهي ثقيلة على الطفل في سنته الأولى، والملح والسكريات والكاكاو، والمكسرات تجنباً لاختناقه، والسمك لتسببه بالحساسية، وايضاً الحليب البقري لأحتوائه على البروتين العالي، و العسل مضر أيضاً للطفل. ومن 6 إلى 8 أشهر تدخل الأم اللحوم والبيض والدجاج الخالية من الدهون إلى طعام الطفل، والبطاطس المهروسة والقرع والبسكويت. ومن عمر 9 لغاية 11 شهر تدخل البقوليات مثل العدس والفاصولياء، وتتم تغذية الطفل بالتدريج نحو الأطعمة الصلبة لتقوية البلع والهضم".

وتضيف الشافعي "يجب على الأم أن تعرف أن طفلها أخذ كفايته من الطعام وهذه بعض علامات الشبع لدى الطفل: شعوره بالراحة وقلة لهفته وبكائه، ونومه براحة، وكذلك تبوله بطريقة منتظمة، كما أن شفاهه تكون وردية خالية من الجفاف ويكون نموه طبيعياً. ومن علامات جوعه قلة النوم وكثرة اللهفة والبكاء وقلة عدد مرات التبول ونقص الوزن أو عدم ثباته".