الحرة

قال علماء في أوروبا إنهم حددوا سببا نادرا لتجلط الدم بسبب لقاح "أسترازينيكا"، بالإضافة إلى علاج محتمل لذلك، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

ووجد فريقان من الباحثين الطبيين في النرويج وألمانيا أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى "رد فعل مناعي ذاتي" يتسبب في تجلط الدم في الدماغ، وهو ما قد يفسر ما حصل لبعض الحالات في أوروبا خلال الفترة الماضية.

وقال بال أندريه هولمي أستاذ أمراض الدم وكبير الأطباء في مستشفى جامعة أوسلو الذي ترأس التحقيق في الحالات النرويجية إن فريقه حدد "الجسم المضاد" الذي نتج عن اللقاح، والذي تسبب في حدوث رد فعل سلبي. وأوضح أن "لا شيء سوى اللقاح يمكن أن يفسر سبب حصول هذه الاستجابة المناعية".

وأعلن فريق من الباحثين الألمان ومنهم أندرياس غرينشر أستاذ طب نقل الدم في عيادة جامعة "غرايفسفالد"، أنهم توصلوا بشكل مستقل إلى نفس النتيجة التي توصل إليها البروفيسور هولمي.

وأوقفت عدة دول أوروبية مؤقتا استخدام اللقاح بعد أن تم تشخيص أكثر من 30 حالة بـ "تجلط الجيوب الوريدية الدماغية" أو CVST. وكان معظم المصابين بهذه الحالة نساء دون سن 55.

وأثرت المشكلة على جزء صغير من الذين تلقوا اللقاح، ومع ذلك وبعد التحقيق، قضت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية بأن "الفوائد تفوق المخاطر" المحتملة للقاح، وقررت استئناف إعطاء لقاحات أوكسفورد - أسترازينيكا.

واستأنفت بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا التطعيم بلقاح أسترازينيكا يوم أمس الجمعة، مع التحذير من أنه قد يكون مرتبطا بتجلط الدم. ونصحت هيئة الرعاية الصحية الفرنسية التي سجلت ثلاث حالات من CVST الحكومة بإعطاء اللقاح فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما.

وأعلنت دول أخرى بما في ذلك النرويج والسويد والدنمارك، أنهم بحاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل استئناف عملية التطعيم بلقاح أسترازينيكا.

وسجلت النرويج ثلاث حالات من CVST، واحدة منهم قاتلة، وقامت بتلقيح حوالي 120 ألف شخص بلقاح أسترازينيكا، وأوقفت فنلندا استخدامه يوم أمس الجمعة، بعد تسجيل حالتين لما وصفته السلطات "بتجلط الدم غير المعتاد".

وفي ألمانيا تم تسجيل 13 حالة CVST بين حوالي 1.6 مليون شخص تلقوا اللقاح، ومنهم 12 من النساء، وتوفي ثلاثة.

وقال الباحثون الألمان الذين نسقوا مع زملائهم في النمسا وأيرلندا وبريطانيا إن المصابين الذين تظهر عليهم أعراض مثل الصداع أو الدوخة أو ضعف البصر بعد أربعة أيام من التطعيم، يمكن تشخيصهم بسرعة بإجراء فحص دم. وقال غرينشر إن الناس يجب ألا يخافوا من اللقاح.

وأضاف "قلة قليلة من الناس ستصاب بهذه المضاعفات، ولكن إذا حدث ذلك، فنحن الآن نعرف كيف نعالج المرضى".

وأوضح الدكتور روبرت كلامروث، نائب رئيس جمعية أبحاث التخثر والتهاب الدم، أنه "بمجرد تشخيص الحالة، يجب علاجها بأدوية تسييل الدم والغلوبولين المناعي، والتي تستهدف الجسم المضاد الذي يسبب المشكلة"، وقال "نعتقد أن هذا اللقاح يسبب تفاعلا مناعيا ذاتيا نادرا يحفز الأجسام المضادة، والتي تتفاعل بعد ذلك مع الصفائح الدموية، لكننا لا نعرف سبب حدوث ذلك".