العين الاخبارية

توجد جسيمات نانوية حديدية لا تشبه أي جزيئات موجودة بشكل طبيعي على الأرض في كل مكان تقريبًا على سطح القمر ويحاول العلماء فهم السبب.

وكشفت دراسة جديدة قادها مرشح الدكتوراة بجامعة شمال أريزونا كريستيان جيه تاي أودوفيتش، بالتعاون مع الأستاذ المساعد كريستوفر إدواردز من قسم علم الفلك وعلوم الكواكب في جامعة نورث كارولينا، عن أدلة مهمة للمساعدة في فهم سطح القمر النشط بشكل مدهش.

ووجد العلماء في الدراسة التي نشرت مؤخرا في دورية "رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية"، أن الإشعاع الشمسي يمكن أن يكون مصدرًا أكثر أهمية لجسيمات الحديد النانوية القمرية أكثر مما كان يعتقد سابقًا.

وتؤثر الكويكبات والإشعاع الشمسي على القمر بطرق فريدة لأنه يفتقر إلى المجال المغناطيسي الواقي والغلاف الجوي الذي يحمينا هنا على الأرض، وتعمل كل من الكويكبات والإشعاع الشمسي على تكسير الصخور القمرية والتربة، وتشكيل جزيئات حديدية نانوية (بعضها أصغر، وبعضها أكبر) يمكن اكتشافها بواسطة الأجهزة الموجودة على الأقمار الصناعية التي تدور حول القمر.

واستخدمت الدراسة بيانات من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) لفهم مدى سرعة تشكل جزيئات الحديد النانوية على القمر بمرور الوقت.

ويقول تاي يودوفيتشيتش في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة شمال أريزونا 20 أغسطس/آب الجاري: "لقد اعتقدنا لفترة طويلة أن الرياح الشمسية لها تأثير ضئيل على تطور سطح القمر، في حين أنها في الواقع قد تكون أهم عملية لإنتاج جزيئات الحديد النانوية، ونظرًا لأن الحديد يمتص الكثير من الضوء، يمكن الكشف عن كميات صغيرة جدًا من هذه الجسيمات من بعيد جدًا، مما يجعلها مؤشرًا كبيرًا على التغيير على القمر".

والمثير للدهشة أن الجسيمات النانوية الحديدية الأصغر تبدو وكأنها تتشكل بمعدل مماثل للتلف الإشعاعي في العينات التي عادت من بعثات أبولو إلى القمر، في إشارة إلى أن الشمس لها تأثير قوي في تكوينها.

ويضيف يودوفيتشيتش: "عندما رأيت عينة بيانات أبولو وبيانات القمر الصناعي جنبًا إلى جنب لأول مرة، شعرت بالصدمة، وتُظهر هذه الدراسة أن الإشعاع الشمسي يمكن أن يكون له تأثير أكبر بكثير في التغيير النشط على القمر مما كان يُعتقد سابقًا، ليس فقط لدوره في تعتيم سطحه، ولكن قد ينتج أيضًا كميات صغيرة من الماء يمكن استخدامها في البعثات المستقبلية".

وبينما تستعد وكالة ناسا لهبوط أول امرأة والرجل التالي على سطح القمر بحلول عام 2024 كجزء من مهمة أرتميس، فإن فهم بيئة الإشعاع الشمسي والموارد المحتملة على القمر أمر بالغ الأهمية، كما يؤكد يودوفيتشيتش.