تهجم حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية ليس جديداً إذ من مهامه التهجم عليها بمناسبة ومن دون مناسبة، ودفاعه عن علي خامنئي في كل حين واجتهاده في تطمين أتباعه على صحته أمر ليس بالجديد أيضاً، ولأن من مسؤولياته الدفاع عن النظام الإيراني لذا كان من الطبيعي أن يقلل من شأن مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني التي خسرت حياتها نتيجة سوء فهم «شرطة الأخلاق» للأخلاق وتوصيل فكرة أن ما حصل لها لم يكن إلا حجة استغلها أعداء النظام الإيراني ليثيروا الفوضى في إيران، وأنهم مهزومون.

إقحام السعودية في خطابه والقول بأنها تسببت في أذى العراق الغاية منه واضحة وهي الترويج لفكرة أن النظام الإيراني يعمل على «الارتقاء» بالعراق وأن كل الذي فعله ويفعله في هذا البلد العربي هو من أجل «تحريره»، فهو يعرف أن الشعب العراقي صار يدرك ما يريده منه الملالي ويعرف أن قوله إن إيران ليس لديها أطماع في العراق كذب لأن العالم كله صار يدرك ما تفعله إيران في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن.

وتأكيد نصرالله على أن صحة خامنئي عال العال «مش جديد» أيضاً وهي «أمانيه» لكنه لا يغير من الأمر شيئاً لأن العالم كله يعرف الحال التي فيها خامنئي ويعرف الإيرانيون أن تعطله أو وفاته لن ينال إلا من عزم أتباعه ونظامه.

نصرالله لم يتمكن ولن يتمكن من نشر فكرة أن ما يجري في إيران منذ أكثر من أسبوعين سحابة صيف وأن النظام سيتمكن من السيطرة على الأوضاع وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل قتل مهسا، فالأمور هذه المرة غير ولا يمكن للشعب الإيراني إلا أن يستغل التطورات كي يفلت من ربقة الملالي الذين أعادوه إلى الوراء قرنين على الأقل.

إقحام نصرالله اسم المملكة العربية السعودية في خطابه يماثل إقحام اسم قاسم سليماني فيه، فكلا الإقحامين لزوم المهمة.