أعلنت وزيرة المالية البريطانية، ريتشل ريفز، عن وقف تمويل إقامة اللاجئين في الفنادق بحلول عام 2029، على أن يتم نقلهم إلى مواقع بديلة مثل مساكن الطلبة ودور رعاية المسنين القديمة. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الحكومة إلى خفض التكلفة الباهظة التي تتحملها الدولة لإيواء هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، والتي يُتوقع أن تصل إلى 3.9 مليار جنيه إسترليني هذا العام.
في الوقت الراهن، يواجه حزب العمال ضغوطاً شعبية متزايدة لخفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين، خصوصاً بعد أن ألغى البرنامج الذي أطلقه حزب المحافظين في أواخر أيامه، والذي كان يقضي بترحيلهم جواً إلى رواندا.
فمنذ تولّي حزب العمال الحكم في يوليو 2024، شهدت البلاد ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد اللاجئين؛ إذ وصل عدد من عبروا القناة الإنجليزية في قوارب التهريب خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري إلى نحو 15 ألف لاجئ، وهو أعلى رقم يُسجَّل حتى الآن، ما يعكس فشل الجهود الحكومية حتى اللحظة في وقف تدفّق الهجرة غير القانونية.
وتواجه بريطانيا معضلة متفاقمة بسبب القوارب التي تقلّ الآلاف من اللاجئين — معظمهم من الذكور — من دول إفريقية وآسيوية إلى سواحلها الجنوبية. هذه الرحلات الخطيرة لا تُكلّف الدولة أعباء مالية في التعامل معها فقط، بل تحصد أرواح العديد من اللاجئين. ورغم محاولات الحكومات المتعاقبة للحدّ من هذه الظاهرة، إلا أنها لم تحقق النجاح المنشود. ولهذا، تبنّى رئيس الوزراء كير ستارمر استراتيجية مختلفة تقوم على معالجة جذور المشكلة عبر التصدي لعصابات التهريب في الخارج، لكنّ هذه الجهود لم تُترجم حتى الآن إلى نتائج ملموسة.
وتفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية ساهم في صعود حزب ريفورم (Reform) اليميني الذي تأسس عام 2018، حيث حقق الحزب مكاسب انتخابية ملحوظة في الفترة الأخيرة، ليصبح فعلياً أكبر قوة معارضة في البلاد. ويطرح الحزب موقفاً صارماً تجاه الهجرة بشكل عام، ويرفض اللاجئين بشكل خاص، وهو طرح يحظى بتأييد متزايد بين المواطنين البريطانيين.
ولا شك أن الاستياء الشعبي من الهجرة غير الشرعية بات مفهوماً، في ظل ما يشكله وجود المهاجرين من عبء اقتصادي وضغط متزايد على الخدمات الأساسية.
تحليق منفرد
الحرب التي نشهدها حالياً في الخليج تهدف إلى إحداث تغييرات جذرية في موازين القوى بعد أكثر من ٤٥ عاماً من التوترات المتواصلة. وربما تشهد المنطقة نهاية نظام وولادة آخر.
لكن ما يهمّنا كخليجيين هو الاستقرار والهدوء الإقليمي، فطموحاتنا التنموية كبيرة.