كم شعرت بفرحة عارمة وسرور غامر عندما قرأت جريدتنا الغراء «الوطن» في صباح الجمعة الموافق 16-12-2022، وهو يوم أعيادنا الوطنية، وأهمها عيدنا الأول وهو تحرير البحرين من النفوذ الأجنبي بقيادة القائد المنصور بالله تعالى، طيب الذكر والذكرى أحمد الفاتح آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته عام 1783، وانضواء حلف العتوب كتلة واحدة وجسداً متماسكاً تحت قيادته المظفرة. حتى فتح الله تعالى عليهم النصر المبين، ورجوع البحرين إلى أحضان أمتها العربية والإسلامية، ومن ثم البيعة والولاء والتفاني في من جاء من نسله الكرام إلى يومنا المعاش في عهد مليكنا المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله تعالى وسدد خطاه، في كل مسعى سعاهُ لخير المملكة ومواطنيها.

الذي هز كياني هو نبأ «موسكو تزدان بأعلام البحرين بمناسبة العيد الوطني». كيف لا أشعر بذلك الشعور الذي ينم عن تقدير روسيا الاتحادية الصديقة لنا إلى هذا الحد؟!

كل العالم يعرف من هي روسيا وثقلها بين أمم الأرض، والكل يخطب ودّها وقيام علاقات قوية بينهم وبينها.

إن العلاقات التي بيننا وبين روسيا الاتحادية لها جذور راسخة من قبل الاستقلال، وإنهاء مطالبة إيران بها، وإلغاء الحماية البريطانية. وأذكر تلك الخطوة الجريئة التي اتخذها صاحب السمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، وطيب الله ثراه، محقق وقائد التحرير الناجز، إذ اتخذ قراراً شجاعاً أثناء الحرب الباردة بين قطبي العالم آنذاك بالانضمام إلى كتلة عدم الانحياز للحفاظ على أمننا وسلامة أراضينا إذا ما قامت حرب عالمية ثالثة، تختلف كل الاختلاف عن الحروب السابقة التي قاسى منها العالم ويلات وخراباً ودماراً وقُتل الملايين من البشر، خاصةً عندما استعملت الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليابان ولأول مرة في تاريخ الحروب المعاصرة القنابل الذرية.

هل أثّر ذلك بين علاقاتنا بين الدول الكبرى وغير الكبرى؟ لا لم يؤثر أبداً، بل كل الدول أيدت هذا القرار الداعي إلى نبذ الحروب وبناء عالم يسودهُ السلام، واحترمت قرارنا، وكسبنا احترام كل الدول. وها هو حضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم حفظه الله تعالى ورعاه، يسارع إلى حل النزاعات الدولية، بسرعة وبالطرق الدبلوماسية، وسياسة الحوار بين المتنازعين، خاصةً القضية الفلسطينية، حلاً عادلاً، وبناء دولنا على أسس حسن الجوار الجغرافي والتنمية المستدامة لخير الجميع. تحية تقدير وإكبار وشكر لروسيا الاتحادية الصديقة، وتهانينا لمليكنا المعظم على سياساته الداخلية التي تقوم على وحدة الشعب البحريني المخلص والقائمة على قواعد حفظ كرامتهِ والمقيمين على أرض البحرين، ورعاية حقوقهم المدنية والسياسية وحماية حقوق الإنسان، وأن البحرين حرّمت الرِّق وتجارة البشر من منطلق ديني إسلامي وإحساس إنساني. إن قرار البرلمان الأوروبي بخصوص أن مملكة البحرين فيها حقوق الإنسان منتهكة، هو قرار مرفوض، وبعيد كل البعد عن الواقع، ومنحاز إلى قرارات غير حقيقة ومأخوذ من مصادر مشبوهة، فإن الذين تبنّوا هذا القرار من أعضاء البرلمان الأوروبي لحقوق الإنسان، هم من يتعيشون على ما يُقدَّم لهم نظير تأييدهم لهذا القرار الكاذب والمفروض من كافة شعب البحرين قاطبة.