بعد يوم ونيف يلفظ العام الحالي أنفاسه ويدخل العالم كله في العام الجديد الذي يؤمل أن يكون عام خير وبركة لا تتحقق فيه التوقعات السالبة التي تسابق العديد من المحللين في نشرها خلال 2022 وقالوا ما ملخصه أن العام 2023 سيكون صعباً، ومد بعضهم الصعوبة إلى الأعوام التي تليه.

المؤشرات المفضية إلى توقع الصعوبة كثيرة ولكن الإنسان قادر على التكيف وتجاوز كل الصعوبات، بل لعله يتمكن من جعل العام الجديد عاماً مليئاً بالإنجازات ومفضياً إلى أعوام تالية مماثلة له.

نعم العالم يعاني حالياً من مشكلة التغير المناخي الذي أبسطه انتشار الفيروسات التي ظلت حبيسة وتحصل على فرصتها مع ذوبان الجليد ومختلف التغيرات المناخية وصارت تستخدم سلاحاً، وهو يعاني بالطبع من الحروب التي يتوقع أكثر المحللين تفاؤلاً أن تستمر وتتكاثر، ومنها الحرب في أوكرانيا التي هي في كل الأحوال مواجهة بين روسيا وأمريكا، ويعاني من أزمات اقتصادية أدت وستؤدي إلى توقف كثير من المصانع والمؤسسات والتضخم وغير ذلك، ومن ثم صعوبة الحصول على المواد الغذائية وارتفاع أسعار نقلها والتأمين عليها، ويعاني من الإضرابات والاحتجاجات التي يكفي مثالاً عليها ما يجري منذ أكثر من شهر في بريطانيا.

كل هذا صحيح، ولكن يظل الإنسان قادراً على تحكيم العقل واتخاذ القرارات النابعة عن المسؤولية الجماعية، وخصوصاً في موضوع التغير المناخي الذي من دون هكذا تعاون يزداد شراسة، وقادراً على اتخاذ القرارات الشجاعة وتقديم التنازلات التي لا بد منها لوقف الحروب، وقادراً على إعادة حساباته وإثبات أنه مؤهل لإعمار الأرض وتوفير الظروف المعيشية المناسبة لسكانها.

الأكيد حتى اللحظة هو أن المساحة التي يشغلها التشاؤم أكبر بكثير من المساحة التي يشغلها التفاؤل، ولكن هذا لا يعني ترك الأمور والأحوال على ما هي عليه. والتقدير أننا في البحرين قادرون على توفير المثال الذي يسعى من أجله فريق البحرين وتحويل الطموح إلى واقع ملموس.