كثيرا ما ننتقد المادة الإعلامية التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ونرى أن ما ينشر فيها من فيديوهات أو مواد مقروءة أو مسموعة، يعتبر مادة إعلامية غير مدروسة وغير مراجعة، وكثيراً ما تتهم المادة الإعلامية المنشورة في الإعلام الاجتماعي بالخطورة أو أنها مضللة أو أنها سلبية لما تحمله من أفكار لا تتفق مع قيم وثقافة المجتمع كما أن هناك مشكلة في طريقة معالجة الموضوع، أو وجود أخطاء لغوية في المادة الإعلامية.

ورغم هذه الانتقادات الموجهة لما ينشر في الإعلام الاجتماعي، لكن في كثير من الأحيان نجد مواد إعلامية سواء فيديوهات أو رسائل مكتوبة معدة إعداداً مميزاً، ولها مضمون هادف، وتعالج موضوعات ذات أهمية للمجتمع، وتقدم هذه المادة الإعلامية بطريقة احترافية وبكفاءة عالية. ولهذا المنتج الإعلامي أهمية كبيرة، وتزداد أهمية هذه الفيديوهات نظراً إلى زيادة عدد المشاهدين لهذه المادة الإعلامية، حيث يفوق عدد مشاهدي الإعلام الاجتماعي عدد مشاهدي وسائل الإعلام التقليدية بأعداد كبيرة.

وأرى أن الإعلام الاجتماعي أعطى فرصة لظهور مواهب الشباب سواء في مجال التمثيل أو الغناء أو التصوير أو كتابة النصوص أو غيرها، ففي الماضي يجد الشباب صعوبة وتحديات كثيرة ليبرزوا مواهبهم ويستثمروها، فعليهم أولاً إقناع المعنيين في وسائل الإعلام المختلفة بمواهبهم الإعلامية سواء في الغناء أو التمثيل أو الإلقاء أو التصوير أو غيرها من المهارات الإعلامية، فإذا اجتازوا هذا التحدي وغنموا من يقتنع بمواهبهم ويقبل أن يقدمهم للجمهور، عليهم أن يواجهوا تحدياً آخر وهو أن يبحثوا عمّن يقتنع بمواهبهم ويشركهم في عمل ما، ومرحلة أخرى عليهم أن يقنعوا الجمهور بمواهبهم وبالعمل الذي يقدمونه، وكم كان هذا الدرب طويلاً وشاقاً وبه العديد من العقبات، وكم ضاعت على أرصفة هذا الدرب مواهب لعدم قدرتها على إقناع المعنيين بموهبتها.

أما اليوم فالأمر أسهل بالنسبة للموهوبين فكل الذي عليهم أن يعرضوا موهبتهم للجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يقدموا إنتاجهم الجيد للجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتعلموا مهارة التواصل مع الجمهور ليبرزوا مواهبهم وليستثمروها بشكل إيجابي، أو نجد أن هناك أعمالاً فنية حققت نجاحات ولاقت إقبالاً من المشاهدين وكانت إضافة مميزة لساحة العمل الفني، ولولا وسائل التواصل الاجتماعي هذه لكان هؤلاء الشباب الفانين مندثرين في جب إهمال المواهب، وهنا أؤكد أن لكل شيء في هذه الحياة إيجابيات وسلبيات، فيجب ألا تغشي أعيننا سلبياته عن إيجابياته، فلا نستثمرها ولا نستفيد منها. ودمتم أبناء قومي سالمين.