تعود علينا ذكرى هامة في تاريخ الذاكرة الوطنية نعتزّ بها ونُفاخر لِما تحمله من تأكيد عملي على تلاحمنا الوطني.

مشروع ميثاق العمل الوطني لم يكن مجرّد محطة، بل كان نقطةَ تحوّلٍ كبيرةً لحاضر ومستقبل البحرين على مُختلف الأصعدة.

ولعلّ أهم ما يُميِّز المراحل المفصلية في تاريخ الأمم والشعوب هو الأثر الذي تتركه والتحوّل الذي تُحدثه على مسيرة التنمية الوطنية.

وبلاشك فإنه مع تولّي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظّم مقاليد الحكم، وإعلان جلالته المشروع الحضاري الإصلاحي، كتبت صفحات التاريخ الحديث لبحرين المستقبل بمداد من نور وشَهِد بتلك النقلة التاريخية القاصي قبل الدّاني. وما النّهضة التي تعيشها البحرين إلا إحدى ثِمار تلك الرؤية الملكية التي استشرفت المستقبل ووضعت خُطة شاملة لبناء المستقبل ركيزتها المواطن الذي هو هدف ومحور كلّ خُطط التنمية، وهو ما يؤكده جلالته دوماً في خطاباته السامية وتوجيهاته بالعمل على توفير حياة كريمة لأبناء البحرين الأوفياء الذين آمنوا برؤية قائدهم وصوّتوا في ملحمة تاريخية بنسبة 98.4% على ميثاق العمل الوطني ليكون وثيقةً جامعةً ومرجعيةً لكلّ مراحل المسيرة التنموية.

اليوم البحرين تحت قيادة جلالة الملك المعظّم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تستمرّ في صناعة الإنجازات الوطنية، ليس على المستوى الداخليّ فحسب، بل على الصعيد الخارجي، متخطيةً بذلك الإمكانات الاقتصادية المحدودة والمساحة الجغرافية الصغيرة، لتسجِّل بِحُبّ أهلها للتحدي وعشق الإنجاز النجاحاتِ تلو النجاحاتِ، وتترك بصمةً في المنطقة والعالم بسياستها الخارجية المُنفتحة على الآخر والمُحِبة للسّلام والقائمة على أن ما يجمعنا أكثر ممّا قد يفرّقنا.

ونحن نستذكر ما تحقّق من مُنجزات، نشحذ الهِمم ونُعاهد جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على المُضيّ قُدُماً ضمن فريق البحرين لإكمال مسيرة التنمية الشاملة للوطن ليحقّق الشعب رؤية قائده التي أرادها في جعل البحرين أنموذجاً متفرِّداً في المنطقة.