خلال مرحلة الطفولة، يبقى الآباء والأمهات هم مقدمو الرعاية الأساسيون لأطفالهم، ويذهب الأهل إلى أبعد من ذلك لتزويد أطفالهم بكل الحب والرفاهية لكن في كثير من الأحيان قد يقولون أو يفعلون أشياء قد تترك الطفل مجروحاً عاطفياً.. ومن المهم أن نتعرّف على أنواع الجروح العاطفية في الوقت المناسب، حتى لا تنتقل إلى مرحلة البلوغ.

- الرفض: إنه من أعمق الجروح العاطفية التي تصيب الناس من الداخل، ومن العوامل التي غالباً ما تؤدي إلى هذا الجرح عند الأطفال هي الرفض من قبل الأسرة أو الأقارب، إنه يجعل المرء يشعر بأنه غير مرغوب فيه، وعديم القيمة وغير مستحق للحب، ولهذا السبب عندما يكبر قد يختار عزل نفسه لتجنب الرفض.

- الهجر: ينشأ جرح الطفولة هذا من الخوف من الشعور بالوحدة؛ إما بسبب غياب أحد الوالدين أو كليهما أو بسبب الإهمال، لذلك فإن الهجر هو جرح يمكن أن يحدث بشكل عرضي أو متعمّد. قد يكبر الشخص المصاب بهذا الجرح ليعتمد على الآخرين، بينما يفتقر إلى القدرة على الثقة؛ لذلك من المهم الاستشفاء وإعطاء النفس الوقت للتغلب على المشاعر السلبية.



- الإذلال: هو جرح يصيب الأطفال حيث يصارع فيه الأطفال الحرج والنقد المستمر، ينجح الآباء في زرع الخوف من الفشل في نفوس الأطفال عن طريق إخبارهم أنهم لا يصلحون لأي شيء!! إن التعرّض للسخرية والإزعاج باستمرار بسبب كل إجراء يتخذونه غالباً ما يؤثر سلباً على احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم. غالباً ما تصل آثار هذا الخوف حتى مرحلة البلوغ ويمكن أن يصنع شخصيات سلبية.. قد يجعله متنمراً يحب إذلال الآخرين من أجل إرضاء الذات.

- إخلاف الوعد: يتغذى هذا النوع من الجرح عند الأطفال عندما لا يفي آباؤهم بوعودهم، سيواجه الأطفال الذين يعانون من هذه المشاعر صعوبة في الثقة بالناس، مما يؤدي غالباً إلى مشاعر سلبية.

ليس من السهل التغلب على جروح الطفولة، ومن المهم أولاً وقبل كل شيء أن يكون المرء مدركاً حالته، والتعرّف على الجروح، والاعتراف بها.. تتضمّن الخطوة التالية استعادة السيطرة وعدم ترك الأشياء في الماضي تؤثر على حياة المرء الحالية. قد يساعد طلب الدعم بشكل كبير، والأهم مـن ذلك قبول جروح الماضي ومساعدة نفسك على تركها يمكن أن يؤدي أيضاً إلى إحداث تغيير إيجابي في حياتك.