تعليم المستقبل سوف يواجه تحديات عديدة لذا من المهم أولاً تغير نمط التفكير للقائمين عليه بأن يكون تفكيرهم خارج الصندوق ليتمكنوا من إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة عقبات تعليم المستقبل ولابد من القيام باستشراف التعليم المستقبلي وهو القيام بعملية تصور مستقبلي لكيف سيكون عليه تعليم المستقبل ولتحقيق ذلك وكما جاء في تقرير القمة العالمية للحكومات الذي عقد في أبوظبي مؤخراً يجب أن تتحرر الأنظمة التعليمية من القيود التقليدية وأن تتبنى دور إعداد البشرية لمواجهة التحديات المجتمعية باستخدام مجموعة من المهارات التي قد لا تنسجم بالكامل مع تخصصٍ معين ٍ أو مجال واحد. وتعمل هذه العملية على تنمية عادات العقل ومرونته عند المتعلم مثل الإبداع والقدرة على التكيف والتفكير النقدي والتعاطف والقيادة، التي تعد أساسيات مواجهة أي تحدٍ مهني بغض النظر عن تفاصيله.

وأصبح ذلك بمثابة الضرورة القصوى وسط محاولات دول العالم التكيف مع التغيرات السريعة ومع مستجدات حياتنا المعاصرة وإيجاد الحلول للأزمات المختلفة التي تواجه العالم اليوم مثل الركود الاقتصادي وتغير المناخ والأمراض الوبائية والإدمان والحروب والزلازل كتلك التي حدثت في تركيا وسوريا مؤخراً وحصدت الآلاف من أرواح البشر والتي لم تعهدها البشرية منذ مئات السنيين.

لذا أصبح من المهم إعطاء التعليم أولوية لتنشئة الجيل الحالي وتزويده بالكفاءات والمهارات الشخصية في سن مبكرة يمكن من خلالها تمكينه من التفكير السليم لتخطيط لمستقبل أفضل للبشرية وكما جاء في كثير من الدراسات العلمية سوف تتغير في المستقبل القريب كثير من المفاهيم وعلى سبيل المثال لا الحصر مثل مفهوم الأمية حيث لن يصبح هذا المفهوم مرتبطاً بمن لا يعرف القراءة والكتابة إنما سوف يصبح من لا يجيد مهارات الذكاء الاصطناعي والتعامل مع الربورت حيث يشهد عالمنا اليوم الثورة التكنولوجية الثانية المتمثلة في الذكاء الاصطناعي وكذلك مفهوم آخر وهو مفهوم البطالة حيث إنها لن تصبح للأفراد الذين لا يجدون لهم فرصاً للعمل إنما فرص العمل موجودة ولكنها تتطلب وجود أفراد يمتلكون مهارات تتطلبها مهارات لمهن المستقبل وغيرها من المفاهيم التي أطلق عليها بعض العلماء «كفايات التهيؤ لمستقبل الحياة العملية».

لذا أصبح من المهم مراجعة المناهج الدراسية وطرق التدريس والبيئة المدرسية وإيجاد تصور جديد يتحقق فيه التعايش مع المستقبل الذي لم يعرف الإنسان فيه الكثير من متطلباته وعندما نرجع إلى الكثير من نتائج الدراسات العلمية في البيئة العربية بصورة خاصة وجدت أن جامعاتنا العربية تهتم بزيادة حصيلة المعلومات عند المتعلم وبالمقابل غيبة الاهتمام بتنمية المهارات الحياتية والشخصية والاجتماعية التي تهيئ الشباب لمواجهة متطلبات المستقبل.