مشروع الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» هو مشروع وطني ريادي كبير انطلقت بداياته منذ أربعة أعوام في عام 2019 حيث يعتبر وثيقة وطنية لقيم مملكة البحرين الثمانية عشرة والمدرجة تحت مظلة مؤلفة من أربع ركائز أساسية وهي وطنية واجتماعية وسياسية وإنسانية وتم خلاله إقرار أكثر من 100 مبادرة تنفذ من قبل 27 وزارة وهيئة في مرحلته الأولى حيث تم الإعلان خلال الحفل الأخير الذي تم بشأن يوم الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني وكان برعاية كريمة من معالي وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة انطلاق المرحلة الرابعة له منذ تأسيسه والتي تشملها تدشين حملة معاً لصنع المستقبل وبدء التحول الرقمي لمبادرات الخطة الوطنية.

خلال الجلسة الحوارية التي تمت ضمن برنامج الحفل والذي تضم ممثلين من الجهات والوزارات الحكومية المشاركة ضمن الخطة الوطنية بحريننا كانت هناك مشاريع وطنية جميلة تستحق الإشادة وحقائق ولغة أرقام تكشف العمل الجاد والاحترافي لأجل دعم انطلاقة هذا الموكب الوطني الريادي بحيث يغطي جميع وزارات ومؤسسات مملكة البحرين فلو جئنا لمبادرات وزارة التربية والتعليم ضمن مشروع الخطة الوطنية «بحريننا» لوجدنا أنه من ضمن المبادرات القائمة تطوير المناهج بحيث يتم في المرحلة الابتدائية التركيز على قيم الانتماء والولاء والحوار والتعايش ثم الانتقال في المرحلة الإعدادية للحوار والولاء والاعتدال والعمل التطوعي على نطاق أشمل وأوسع وأخيراً في المرحلة الثانوية التي يتم فيها التركيز على التربية البيئية والاقتصادية والأمن السيبراني والملكية الفكرية والسلام بمعنى أن خطة البرنامج تسير وفق سلم من الأولويات وبشكل متدرج لغرس القيم والدروس الوطنية في الأجيال الناشئة في مملكة البحرين وتسليحها بمهارات المعرفة وبوصلة الإنجازات في العمل الوطني وبالتأكيد أمام ما رأيناه نجد أن هناك تطلعات لأن تواصل هذه الخطة الرائدة مسيرتها حتى المرحلة الجامعية وأيضاً ضمن المسيرة المهنية لكل مواطن.

هناك أيضاً مبادرة رقمنة مجلة وطني وهي مجلة تستهدف الفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة وقد تم طباعة ما يقارب 35 ألف عدد من المجلة وتوزيعها على 113 مدرسة حكومية و80 مدرسة خاصة إلى جانب عدد من المؤسسات والوزارات ومراكز الطفل والمجلة ترتكز أيضاً على عدد من القيم الوطنية الهامة مثل غرس روح الولاء والانتماء للوطن ونشر الثقافة الأمنية والسلامة والتمسك بالعادات والتقاليد وغرس القيم الإسلامية ومواكبة التقدم العلمي وتعزيز الشراكة المجتمعية وكسر حاجز الخوف بين الطفل ورجل الأمن وبالتأكيد عند مطالعة توجه معالي وزير الداخلية بالعمل على رقمنة المبادرة لتصل إلى الجمهور المستهدف ومن أجل إيصال المحتوى بشكل مباشر وإيجاد نوع من التفاعل الحي مع قراء ومتابعي المجلة إلى جانب القيام بالمقابلات الحية والتوعوية مع شخصيات تبني المجتمع وربطها بوسائل التواصل الاجتماعي الهادف والحفاظ على الأرشيف الرقمي للمجلة والكثير من الاستراتيجيات الأخرى المتعددة فإننا بذلك نتيقن أن هناك اهتماماً بمواكبة اهتمامات الجيل الناشئ.

ولعل مبادرة فاعل خير التي قام بها سعادة الشيخ خالد بن راشد آل خليفة مدير الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة في عام 2020 بهدف تمكين أصحاب الأيادي البيضاء من التبرع للمتعسرين والمتعثرين مالياً من خلال عدة معايير لدراسة الحالة حيث تم التعاون مع عدد من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التبرع من خلال عدد من التطبيقات الرقمية وهي إسلاميات وسداد كما تم التعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني وقد استفاد من هذا البرنامج 490 مستفيداً بما يقارب المليونين و145 ألف دينار بحريني تؤكد العمل الجاد لأجل تحقيق التكاتف المجتمعي والمساندة.

ولو جئنا لمبادرات وزارة شؤون الشباب لوجدنا أن من أبرز المبادرات منصة المتطوعين وسجل التميز الوطني حيث تم تكريم 390 شخصاً ضمن المراكز الأولى لهذه المبادرة كما أن مدينة شباب 2030 وفي نسختها الثانية عشرة قد طرحت 75 برنامجاً تدريبياً و70% من البرامج المهارية كانت ضمن 768 برنامجاً كمجموع وبمشاركة 2342 متطوعاً كما كان هناك 50 فعالية ضمن مهرجانات البحرين وحوالي 7 آلاف مشارك.