قائد ومحنك ومفكر ولا يمكن أن تمضي من دون أن تتعلم منه، نفخر بأننا من أبناء سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

في أعماق السياسات الخارجية، فسيدي جلالة الملك المعظم وضع لمملكة البحرين مفاهيم صلبة للسياسة الخارجية بحكمة رائدة ومميزة، فالمسيرة الإصلاحية كانت فكرة وتحولت لمشروع شامل ليكون منهجاً.. واليوم مجداً نفتخر فيه.

فالذي أنجزه سيدي على مستوى السياسة الخارجية هو ترجم هوية مملكة البحرين ورؤيتها وروحها في جميع تحركاتها، فعنوان التعايش والتسامح والسلام أركان انطلقت بها البحرين في المحافل الدولية لتراهن بأنها هي الطريقة المثلى لحل جميع الخلافات والصراعات.

فالسياسة الخارجية البحرينية الذي وضع أسسها سيدي جلالة الملك المعظم تمسكت بمبادئها عبر تاريخها القديم والمعاصر منذ تأسيس الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783، بدعم الأشقاء في القضايا المصيرية والتمسك كذلك بالحق الفلسطيني بالقدس الشرقية وفق المبادرة العربية في حل الدولتين، والتأكيد على الالتزام الراسخ للميثاق التأسيسي للأمم المتحدة والبرتوكولات والمعاهدات وفق الأعراف الدولية المتفق عليها وذلك لحفظ الأمن والاستقرار الدوليين.

واللافت بأن سيدي جلالة الملك المعظم وضع ثوابت في سياسة مملكة البحرين الخارجية جعلت المجتمع الدولي يقف احتراماً وتقديراً لتلك المواقف لترسخ صورة مشرفة لتاريخ البحرين لتَوَكّل هذه المهمة للأجيال القادمة ليحملوا هذه الراية ويحافظوا عليها.

فصناعة السمعة الدولية ليست بالأمر الهين فهي يتم بناؤها بشكل تراكمي وبمواقف مصيرية تتخذها الدولة وفق تقديرات تبنى على قواعد وأسس تراعي القانون الدولي والاتجاهات والمسارات والسلوكيات المتغيرة والعلاقات المتزنة مع جميع الأطراف لتحقيق الغاية الأكبر وهي الثقة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بوجود سياسة خارجية واضحة وثابتة وذكية وهذا ما أسسه وصنعه سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.

ما جعلني أسرد هذا المقال هو أمر واحد لا غير، هو أنه عندما أقوم بتحليل المواقف الدولية أرى نهج سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في صناعة السياسة الخارجية لمملكة البحرين هو الأسمى والأصدق قولاً وفعلاً، فخورون بأننا نعيش على أرض حضارة تمتد لآلاف السنين قائدها وربان سفينتها حمد بن عيسى.

ختاماً، سيدي جلالة الملك المعظم فأنت الحصن الذي تحتمي به البحرين وشعبها ونبايعكم ونعاهدكم بأننا لن نتخلى عن الدفاع عن هذه الأرض حتى آخر قطرة في دمنا.