عنوان المقال هو عنوان لكتاب حصلت عليه مؤخراً للكاتب والمؤرخ الأخ والصديق الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله مطر ويحكي قصة مدينة المحرق بين الماضي والحاضر في مؤلف أخذ من مؤلفه الكثير من الجهد والوقت استمر عدة سنوات، كما حصلت بجانبه ومعه على كتاب آخر لنفس المؤلف عنوانه «ملحمة قرن.. مئوية التعليم النظامي في البحرين 1919-2019».

والكتاب مليء بالصور التاريخية لمدينة المحرق بأحيائها وشيوخها وقاماتها وشوارعها وكلها تحكي قصة هذه المدينة العريقة التي كانت العاصمة الأولى للبحرين في عهد آل خليفة الكرام.

وعندما أهدى الدكتور إبراهيم مطر الكتاب للسيد صالح بن عيسى بن هندي المناعي مستشار جلالة الملك المعظم للشباب والرياضة ولشقيقه السيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي، اقترحا على الأخ إبراهيم مطر إهداء الكتابين لجلالة الملك المعظم.. لاهتمام جلالته بالمحرق وتاريخها وهذا ما تم بالفعل في شهر رمضان المبارك الماضي عندما زار وفد من رجالات المحرق جلالته لتهنئته بقدوم شهر رمضان المبارك.

وكما هو معروف للجميع فإن الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله مطر هو أستاذ أكاديمي بجامعة البحرين وهو حاصل على البرنامج الدولي للقياديين الخليجيين من جامعة فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2000 وحاصل على دكتوراه من جامعة ريدنج بالمملكة المتحدة في هندسة الروبوتيكس والسيبيرنكس وهي أحد أصناف علوم الذكاء الاصطناعي ودرس الماجستير في جامعة ساوثمبتون بريطانيا عام 1989 في المعلوماتية بالإضافة إلى مناصب عديدة شغلها في حياته العملية ولا يسمح المجال لذكرها.

والكتاب مقسم إلى عدة أبواب ففي الباب الأول يتكلم المؤلف عن استعادة المحرق لموقعها الريادي وعن الجغرافية الحضارية للمحرق وعن الجغرافيا والديمغرافيا على المحرق وعن المحرق في أدبيات التاريخ كما يتحدث عن توثيق زمني لجزيرة المحرق من القلاع إلى الأسوار وإلى الأبراج.

ويتكلم الباب الثاني عن العاصمة المحرق: مدينة على أطراف شواطئ دافئة وعن كونها أصبحت عاصمة للحكم وعن قصور الحكم وازدهار المدينة بنمطها العمراني المميز وجغرافيتها النادرة واقتصاد اللؤلؤ والإبحار إلى أعماق الهيرات ثم يتحدث الفصل الثالث من هذا الباب عن نسيج مدينة المحرق الاجتماعي والنمط الحضاري والهوية التي الهمت الروح.

أما الباب الثالث فيتحدث عن المحرق وريادة تأسيس التعليم التي كانت شعلة أضاءت في الظلام وأهمية هذا التعليم في بناء المجتمع وعن نواة التعليم في البحرين من الكتاتيب والمدارس الأهلية والفقهية. ومؤسسات المحرق الأدبية والثقافية، أما الباب الرابع فيتحدث عن المحرق والتحولات في نهضة البحرين، ومدرسة الهداية الخليفية أول المدارس النظامية في البحرين، وجسر الشيخ حمد.. الجسر الأعجوبة.

فلا عجب أن تكون المحرق مدينة الأدب والشعراء والتاريخ والعلوم الدينية ومأوى علماء الدين والشريعة ولا عجب أن تؤسس فيها مدرسة الهداية كأول مدرسة نظامية عام 1919 ميلادية، ولا عجب أن يكون منزل الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة هو محطة إشعاع الأدب والشعر والتاريخ.

هذا غيض من فيض مما يحتويه هذا الكتاب المميز.. وشكراً للصديق إبراهيم عبدالله مطر على إهدائه الرائع.