تصادف بعد أيام قليلة مناسبة مهمة جداً -حتى ولو كانت مُهملة من طرف الجميع-، ألا وهي مناسبة «اليوم العالمي للتمريض». مهنة التمريض، هذه المهنة المنسية، والتي تعتبر من أقدم وأشرف المهن عبر تاريخ البشرية والإنسان، يجب أن يُحتفى بها من طرف وزارة الصحة وبقية المستشفيات والمراكز الصحية العامة منها والخاصة، وذلك لما لهذه الفئة من دور محوري في استقرار الوضع الصحي في العالم.

ليس هذا وحسب، فنحن ومن خلال هذا المقال، نؤكد على أهمية أن يتغير الكادر المهني لأصحاب هذه المهنة المقدَّسة، وذلك من خلال تحسين السلم الوظيفي ومسمياته وما يتخلله من تحسين الأجور وما إلى ذلك، وأن ينالوا كافة الامتيازات المهنية المهمة التي يتمتع بها حتى الطبيب والمسؤول الصحي في كافة مستشفياتنا.

فاليوم العالمي للتمريض عادة ما يتناول ثلاثة محاور أساسية، هي التالي: السعي نحو معرفة وتصوُّر مستقبل التمريض، وكيف سيغير رؤية الرعاية الصحية. الأمر الآخر، هو إشراك أصحاب العلاقة حول حقوق العاملين في مجال الرعاية الصحية. والأمر الأخير، هو مناقشة الحاجة إلى حماية العاملين في التمريض والاستثمار فيهم.

أمَّا على صعيد المهنة ذاتها، فإن الممرضين عندنا يتعرضون لضغوطات هائلة في العمل، تفوق طاقتهم وقدراتهم بمراحل، فالممرض اليوم، تناط إليه الكثير من المهام التي ليست من اختصاصاته على الإطلاق، لا على مستوى التخصص، ولا على المستوى العرفي لمهنة التمريض. فنجد أن الممرض يقوم بمهام المنظف والعامل والراعي والمتابع لشؤون المرضى في كل حاجاتهم واحتياجاتهم، وفي حديثنا مع بعض الأطباء حول مهام الممرض البحريني، فإنهم يفرقون بين مهنة الممرض في البحرين، والممرض في المستشفيات الأوروبية والعالمية، فعندنا الممرض يقوم بدوره ودور المنظِّف والعامل والراعي وحتى «الفراش»، وكل ما يُطلَب منه من دون أن يمتلك حق الرفض!!

من هنا وبهذه المناسبة المهمة، فإننا نركز على أن تُسلَّط الأضواء بشكل مكثف وعادل أيضاً على حقوق وواجبات أصحاب مهنة «التمريض»، وأن يُعاملوا بشكل أفضل، وأن يعطوا كامل امتيازات الممرض كما هو الحال في بقية المستشفيات العالمية، وإضافة لكل هذا، فإننا نطالب بأن يعطوا الواجبات الخاصة بمهنة التمريض فقط، دون إعطائهم مهاماً ليست من اختصاصاتهم أصلاً، وذلك من أجل أن يرتفع عنهم الضغط الحاصل، ليتفرغوا لأداء مهنة التمريض التي تخصصوا لأجلها بشكل مريح ومباشر. إن ما يحصل اليوم للممرضين والممرضات في بيئة العمل، ليس بالأمر الصحي والصحيح إطلاقاً، ومن هنا وجب على الجهات المعنية تصحيح أوضاعهم، وإيصال صوتهم لأكبر مسؤول في وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية، فالبعض من هؤلاء-إن لم يكونوا كلهم- يعودون لمنزلهم فقط ليناموا من شدة التعب. فالحياة الخاصة ومتعتها بالنسبة إليهم مُعدمة. فرأفة بالممرضين من الجنسين.