بداية؛ نبارك لطلبة وطالبات البحرين ما حققوه من نتائج باهرة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة، والتي تم الإعلان عنها يوم الأحد الماضي، حيث وصلت نسبة النجاح لأكثر من 98%، وهذا دليل على ما بذلوه من جهد واجتهاد طوال الفترة الماضية.

ورغم الفرحة العارمة للخريجين وأولياء أمورهم؛ إلا أن هناك بعض التوجس من المستقبل، مبعثه اختيار التخصصات المناسبة، والقدرة على التوازن بين الرغبة ومتطلبات سوق العمل المستقبلية، لأن الظروف الحالية لن تسمح بأي اختيار خاطئ، والذي ستكون نهاية الانضمام إلى صفوف العاطلين أو القبول بالحد الأدنى من الوظيفة.

ورغم الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المختلفة، الرسمية والأهلية، عبر المعارض والندوات واللقاءات المباشرة والرسائل الإعلامية في تعريف الطلبة وأولياء الأمور بالمتطلبات المستقبلية لسوق العمل، وضرورة الاختيار الصحيح للتخصص؛ إلا أن كثيرين يقعون في فخ الرغبة دون وعي بأهمية تحقيق التوازن المطلوب لمستقبل سوق العمل.

لا يمكننا إنكار أن التطور التكنولوجي والمعرفي ساهم في تراجع الطلب على كثير من التخصصات، إلا أنه وفي ذات الوقت فتح الباب واسعاً لتخصصات جديدة مطلوبة وذات عوائد مالية عالية، خصوصاً في المجالات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، إلى جانب بعض التخصصات الطبية والمهنية.

ولا شك أن عدم قدرة اختيار خريج الثانوية العامة للتخصص المناسب لقدراته إمكانياته الخاصة، ومعرفته باحتياجات سوق العمل، إلى جانب عدم الاهتمام بتطوير قدراته الخاصة، العلمية والثقافية، وتطوير إمكاناتهم الذاتية والاجتماعية، كل ذلك يضاف إلى أسباب زيادة عدد العاطلين، حيث إن الأوضاع الاقتصادية تزيد الحاجة إلى الكفاءة الحقيقية والإمكانات الكبيرة.

كل ذلك يتطلب من أولياء الأمور والطلبة التدقيق والتمحيص في التخصص المستقبلي لأبنائهم، وبما يتوافق مع قدراتهم، ودون الاندفاع نحو مسميات براقة لن تعود بالفائدة على الطالب وعائلته.

الجانب الآخر من المشكلة يمكن حله بإجراءات حكومية، قد تكون قاسية ولكنها ضرورية، وهي وقف تدريس بعض التخصصات في جامعاتنا، أو على الأقل تحديد عدد المقبولين فيها. أما فتح الباب على مصراعيه أمام الجامعات لتدريس تخصصات غير مطلوبة، فهو مساهمة مباشرة لزيادة أعداد العاطلين وزيادة معاناة الأسر مستقبلاً.

وأخيراً.. نجدد التهنئة للطلبة الخريجين وأولياء أمورهم، ونبارك للبحرين هذه الكوكبة من شبابها.

إضاءة

ما لفتني في إعلان وزارة التربية والتعليم أن نسبة النجاح في شهادة الدراسة الإعدادية لم تتجاوز الـ 72%، وهو ما يدفعنا للسؤال؛ ألا تعتبر هذه النسبة منخفضة مقارنة بنسبة طلبة الثانوية العامة؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى مثل هذه النتيجة؟ وهل لتبعات مرحلة كورونا تأثير على هذه النسبة؟