لعل ملخص الغاية من الزيارة التي يقوم بها حالياً الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية إلى الولايات المتحدة هي تأكيد معاليه أن «مملكة البحرين حريصة على الاستمرار في تعزيز بيئة مواتية للتعايش السلمي ودعم السلام انطلاقاً من رؤية جلالة الملك المعظم»، فضمن هذا العنوان يندرج استعراض الوزير «السبل الكفيلة بتبادل الخبرات والمعلومات واتخاذ التدابير الفعالة للتصدي لمختلف التهديدات الأمنية» والتي من المثير للضحك أن أولئك الذين يعتبرون أنفسم «معارضة وفي ثورة» يعتقدون أنهم الذين تنشغل وزارة الداخلية بالتصدي لهم من باب أنهم يشكلون تهديداً أمنياً! ما يؤكد أنهم إنما يريدون أن يقنعوا أنفسهم ومن لاتزال رؤوسهم قابلة للتأثر بهم أنهم من القوة والخطورة بحيث إن وزارة الداخلية لا تستطيع أن تهدأ إلا بعد أن تقضي عليهم!

من الأمور التي من الواضح أنهم لم يفهموها وتضمنتها أخبار الزيارة تأكيد الوزير على أهمية «الاستفادة من التقنيات الحديثة وتطوير التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات في إطار تعزيز التعاون المشترك وتطوير العلاقات بين البلدين وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك» والتأكيد على «العلاقة الاستراتيجية الدائمة بين البلدين والثقة العميقة التي تطورت على مدار سنوات عديدة من التعاون الوثيق والتي تسفر في تعزيز الاستقرار الإقليمي وحماية الأمن والسلم الدوليين» وهذا يعني أن أولئك خارج «التحديات الأمنية» وأن التعامل معهم لا يتطلب قيام وزير الداخلية بزيارة الولايات المتحدة «ووضع الخطط والتنسيق الأمني والتعامل معهم بكفاءة وفعالية»!

استعراض وزير الداخلية خلال الزيارة «السبل الكفيلة بتبادل الخبرات والمعلومات واتخاذ التدابير الفعالة للتصدي لمختلف التهديدات الأمنية، في إطار الجهود المشتركة لترسيخ الاستقرار الإقليمي وحماية الأمن والسلم الدوليين» وقوله إن «من بين التحديات الأمنية مكافحة ومحاصرة الجريمة المنظمة، الطائرات المسيّرة «درون» والهجمات السيبرانية» تأكيد على أن موضوع التصدي لأولئك الذين لايزالون يتحركون بفكر المراهقين بسيط إلى الحد الذي لا يستحق أن يفتح في هكذا زيارات.