في عدة مرات ووسط حديث عابر مع زملاء أو أصدقاء أو معارف، كنت أورد كلمة «تمكين» في سياق الكلام، وأعقب ذلك بتساؤل: «ماذا تعرفون عن تمكين»؟!

أبسط الإجابات كانت تأتي على الهيئة التالية: «تمكين جهة تدعم أصحاب المشاريع، تمنحهم الدعم المالي والفني يبدؤون مشاريع مختلفة»، وأحدها كان يقول: «أي مشروع تريد البدء فيه، تمكين تساعدك».

القصد هنا، بأن انطباع غالبية الناس، حتى من لم يقرؤوا عن «تمكين» أو يعرفوا تفاصيلها وأسلوب عملها واستراتيجيتها، يعلم بأن «تمكين» اسم على مسمى، من ناحية تمكين البحرينيين ومساعدتهم وإسنادهم في البدء بمشاريعهم الخاصة وتدريبهم ومد يد العون لهم.

طبعاً «تمكين» هو الاسم المختصر لـ«صندوق العمل» الذي تأسس في العام 2006، بهدف تمكين القطاع الخاص لدفع عجلة النمو الاقتصادي في مملكة البحرين، وعبر البرامج والدعم الموجه للأفراد، والذي بلغت عملية الاستثمار فيه ما يعادل ملياري دينار بحريني، تخيلوا حجم المبلغ الكبير، وكيف أن هذا المبلغ غير حياة كثيرين وأثر إيجابياً عليهم وعلى القطاع الاقتصادي في بلادنا.

طبعاً «تمكين» تقدم فرصاً للتمويل الموجه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفر الدعم والتدريب للكوادر الوطنية، وتقدم برامجَ مصممة بشكل خاص لتلبية احتياجات السوق المحلية، وتمضي بنهج استراتيجي مبني على الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين، وهو الذي مكنها لتكون جهة قوية داعمة لتمكين البحرينيين ليكونوا محركاً للنمو الاقتصادي للمملكة.

هذا مختصر للدور الكبير الذي تلعبه «تمكين» لمن لا يعرف كثيراً من التفاصيل، لكن مبعث الحديث هي نتائج العمل للربع الثاني من العام الجاري، والذي استعرضها مجلس إدارة «تمكين» في اجتماعه الأخير، حيث تم دعم تدريب وتوظيف أكثر من 8 آلاف بحريني، وأيضاً دعم 2500 مؤسسة، ليرتفع إجمالي المؤسسات الحاصلة على الدعم منذ تأسيس «تمكين» ليومنا هذا إلى 74 ألف طلب مختلف.

«تمكين» دائماً متميزة في أرقامها الدالة على نجاحها، وعليه ما الجديد فيما نقوله؟!

الجديد يتمثل بأنه رغم التحديات التي يواجهها العالم، بالأخص في الجوانب المالية ومساعي تقليص النفقات وتقنينها، إلا أن «تمكين» تعمل بوتيرة ثابتة لا تتوقف بهدف خدمة البحرينيين وإسنادهم، وهو الأمر الذي أكده معالي الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس مجلس إدارة «تمكين» بأن الجهود الحالية تركز على تطوير حزمة واسعة من المبادرات لتتماشى مع التوافقات الحكومية وتلبي التطلعات الوطنية، وأن «تمكين» كونها جزءاً لا يتجزأ من منظومة الدعم الحكومية للقطاع الخاص، فهي ماضية في جهودها لتحقيق التطور الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص وتعزيز تنافسية الكوادر الوطنية.

لعل بعضكم لم يستفد من «تمكين» كونه موظفاً في القطاع العام، أو لم يتجه للعمل الخاص، لكن بالتأكيد ستجدون بين أقربائكم ومن حولكم من استفاد من دعم «تمكين» ليبدأ مشروعه، منهم من تغير مجرى حياته، خاصة من حرص على تحقيق الاستفادة المثلى من هذه الجهة التي كان إنشاؤها بإرادة سامية إعلاناً لولادة كيان مميز ومؤثر في بلادنا الغالية.