مشوار مضى عليه عقدان من الزمان ليرصد خلاله تجربة صنعت التغير في المجتمع البحريني، وانعكس أثره على المرأة والأسرة البحرينية بصورة خاصة والمجتمع البحريني بصورة عامة، مشوار بدأته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم حفظها الله منذ الثاني والعشرين من أغسطس عام 2001 عند تأسيس المجلس الأعلى للمرأة ليقود حركة التغير الاجتماعي في تطوير واقع المرأة البحرينية، والأسرة البحرينية، والمجتمع البحريني، بل وينقل الأثر للعالم فيحقق العالمية في ترك الأثر وصناعة التغيير. وها هو يواصل مشواره الطويل ليبدأ عقده الثالث ليرسم فيه صفحات جديدة في تاريخ البحرين. فصناعة التاريخ أمر جليل بلا شك.

وقد استوقفتني كلمة سعادة الدكتورة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة حين أكدت حرص المجلس برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم حفظها الله على تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة في مختلف القضايا ذات الصلة بالمرأة، وذلك انطلاقاً من الإسهامات المتواصلة لمملكة البحرين لدعم الجهود العالمية لتمكين المرأة وتفعيل طاقاتها وإزالة التحديات التي تواجهها ورفع مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كان هذا التصريح خلال لقاء الأنصاري مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة معالي السيد عبدالله شاهد رئيس الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يزور البحرين ضمن مهمة رسمية للاطلاع على أبرز إنجازاتها الوطنية في يناير 2022، حيث أكدت الدكتورة هالة الأنصاري على استعداد المجلس الأعلى للمرأة لتقديم كل ما يلزم من خبرات نابعة من تجربته الثرية في وضع وتفعيل نظام شامل لحوكمة تطبيقات تكافؤ الفرص يترجم محاور النموذج الوطني للتوازن بين الجنسين على المستوى الوطني، بما ينتج عنه من مؤشرات أداء وتوصيات نوعية تكون محل اهتمام وتبنٍ من كافة مؤسسات الدولة. نستنتج من هذا الطرح مدى سعي المجلس الأعلى للمرأة للقيام بدور فاعل على مستوى العالم ويكون له الأثر الواضح عالمياً. ويكون أحد بيوت الخبرة العالمية.

نعم.. فالجميع يشهد للمجلس الأعلى للمرأة أنه بيت خبرة عالمي ينقل خبراته الثرية للعالم، بطرق ومنهجيات مختلفة، فهناك العديد من الإنجازات العالمية التي تركت أثراً واضحاً على مستوى العالم لتمكين المرأة، نذكر منها: المنافسات والمسابقات العالمية والإقليمية. مثل جائزة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، وجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتشجيع الأسر المنتجة على المستوى العربي. ولا ننسى عندما اتخذت مدينة المنامة أول عاصمة للمرأة العربية عام 2017. ولزيارات صاحبة السمو لدول العالم المختلفة لفتح آفاق نقل خبرات المجلس الأعلى للمرأة لمختلف الدول الأثر الكبير في تعزيز مكانة المجلس الأعلى للمرأة العالمية كبيت من بيوت الخبرة حيث زارت صاحبة السمو العديد من الدول مثل: سلطنة بروناي دار السلام، وجمهورية الصين الشعبية وغيرها من الدول كما عقدت ندوة المرأة العربية الماضي، الحاضر المستقبل في جامعة كمبرج بالولايات المتحدة تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة رئيسة منظمة المرأة العربية وذلك عام 2005 كل هذه الجهود عززت مكانة المجلس الأعلى للمرأة كأحد بيوت الخبرة العالمية.

نعم.. إن تصدر المجلس الأعلى للمرأة بيوت الخبرة العالمية، خلال عقدين من الزمان ليعتبر وقتاً قياسياً لتحقيق هذا الإنجاز العالمي الذي تفخر به الأجيال، ويضع البحرين على خارطة العالم، ويضيف لصفحات تاريخ البحرين، فالبحرين بلد الحضارات ولازالت لبنات الحضارة تضاف واحدة تلو الأخرى، فالحضارة تبنى بسواعد أهل الهمم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم... ودمتم سالمين.