أرض فلسطين هي مسرى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والأرض المقدسة التي طلب نبي الله موسى بن عمران من قومه أن يدخلوها عندما قال لهم ادخلوا الأرض المقدسة حيث إنها سميت بهذا الاسم لأنها أرض طاهرة مطهرة إلى أن تقوم الساعة، كما ولد فيها النبي عيسى بن مريم عليه السلام عندما كانت والدته السيدة مريم عليها السلام تمر في أصعب حالاتها وضعفها لما جاءها المخاض وناداها المنادي بأن هزي بجذع النخلة كانت هي في تلك اللحظة على الأرض المباركة التي سكن فيها الأنبياء ومنهم نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما هاجر إليها، كما نجى الله النبي لوط عليه السلام من العذاب بعد أن ترك أرضه وهاجر إليها، كما عاش النبي داوود عليه السلام على أرضها وبنى محرابه فيها، كما حكم النبي سليمان عليه السلام العالم بأسره من فوق أرضها، وكلمت تلك النملة الصغيرة النبي سليمان عليه السلام عندما كانت في قرية النمل التي تقع على أرض فلسطين، وأما النبي زكريا عليه السلام بنى محرابه ورفعه فيها.

أما عن القضية الفلسطينية التي هي محور الصراع العربي الإسرائيلي كانت وما زالت هي القضية الأولى التي تشغل الرأي العام والشعوب العربية وهذا الموضوع الذي دائماً ما يؤجج المشاعر وتتداخل فيه الاعتبارات الدينية المختلطة بالنعرات السياسية والقومية العربية المجتمعة في إناء واحد وهذا ما يدفع العرب والعروبة الخوض في هذا الموضوع وخصوصاً بأن هذه القضية هي القضية الأم على مستوى الوطن العربي، ولكن لن يضيق صدرك أيها القارئ الكريم فإنها شعلة تنير الطريق على درب ذلك الصراع الذي يحتوي على بعض الأنفاق والمطبات.

اليوم ونحن نسلط الضوء على ما يجري في أرض فلسطين من حرب طاحنة دامية وخسائر بشرية فادحة لم يسبق لها مثيل، وتدهور في الاقتصاد العالمي من جراء تلك الحرب، فالاقتصاد هو عماد كل دولة وأساس التطور الذي يجري فيها، ومع تراجع أو انهيار الاقتصاد يصبح من الصعب جداً أن يكون لهذه الدولة أو تلك أي تأثير، وأما عما يدور من صميم الواقع في الصراع العربي الإسرائيلي والحرب الدائرة رحاها الآن وسبل المواجهة المختلة في عدم التوازن بسبب عدم التكافؤ في العدة والعتاد ومن مفهوم آخر من سبل المواجهة في ظل الاختلال في ميزان القوى العسكرية، وسقوط القتلى والجرحى من المدنيين من الجانبين، مع الأخذ في الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه بعد مضي أكثر من خمسة وسبعين عاماً على هذا الصراع.