بعكس ما فُطنا عليه في طفولتنا، حين كان أهلونا يخوفوننا بالرجل العسكري أو رجل الشرطة وذلك كي نكفّ من مشاغباتنا المزعجة في المنزل، فقد وجدت ابنتي ذات الست سنوات مرة ترسم طفلة صغيرة وفي يدها وردة تشبهها وتقدمها إلى رجل مبتسم الوجه، وعند سؤالي لها عن الشخص الموجود في الرسمة، ردت: «إنه رجل الشرطة الذي نمر من جانبه كل يوم خلال ذهابنا إلى المدرسة، فإنه يبتسم ويلوح بيده لي. ولأنه رجل طيب أحب أن أقدم له هذه الوردة».

هذا الانطباع الطفولي والبريء ما هو إلا ترجمة لحقيقة الدور الهام الذي يقوم به رجال الشرطة أو رجال الأمن في مملكة البحرين حيث إن اسمهم ما هو إلا انعكاس لواقع نعيشه بفضل الله عز وجل، ومن ثم بفضل عيونهم الساهرة لحماية كل مواطن ومقيم على أرض مملكة البحرين الغالية.

يوم 14 ديسمبر من كل عام، هو يوم شرطة البحرين يوم الأبطال الذين لا يترددون لحظة في تقديم أرواحهم لأجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وحفظ هذه الأرض الغالية من شر المعتدين الآثمين.

فالجهود المخلصة واضحة ومرئية لشرطة البحرين في أداء واجبها الوطني، في ظل دعم ومساندة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وضمن منظومة أمنية متكاملة ورصينة يقودها بكل تميز واقتدار معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية.

هذا اليوم يعد الفرصة الذهبية للاحتفاء بإنجازات هذه النخبة من الرجال المخلصين، واستذكار عطاءاتهم وتضحياتهم في سبيل بسط الأمن في ربوع الوطن، والمحافظة على مكتسباته، وعلى أرواح وممتلكات المواطنين والمقيمين. فشرطة البحرين شهدت تطوراً مستمراً في أدائها ودورها الوطني، وتُعد أنموذجاً في التعامل الإنساني واحترام حقوق الإنسان وأصبحت في شراكة مجتمعية دائمة من خلال برامج متميزة أطلقتها وحققت نجاحاً منقطع النظير مثل برنامج السجون المفتوحة الذي جاء ليؤكد حرص الوزارة على التطوير والارتقاء بمستوى الأداء ومواكبة المتطلبات والاحتياجات، وكذلك الخطة الوطنية الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا».

دمتم في حفظ الله ورعايته يا رجال أمننا البواسل.