دشنت مؤخراً كتابي الجديد ضمن السلسلة الملكية لتحليل الكلمات الملكية السامية «الوطنُ العربيّ في فكرِ حمد بن عيسى». بالتزامن مع احتضانِ مملكة البحرين القِمَّة العربية.
وطنٌ عربيّ، وطنٌ أكبر مَثَّل الكثير لِحضرة صاحبِ الجلالةِ الملك المعظم حَفِظَهُ الله وأيَّده، فتناولتْ كَلِماته الملكية السامية العديد من الجوانبِ الخاصةِ بالوطنِ العربي، بدءاً من «جامعة الدُّول العربية»، التي وصفها جلالتهُ بِـ «بيتُ العرب»، وصولاً إلى عددٍ من القضايا العربية التي شغلتْ فكرَ جلالته، فجلالتهُ هو الذي قال بأنَّ القضية الفلسطينية هي «قضيةُ العربِ الأولى»، وجلالتهُ هو الذي رحَّبَ ودعمَ كافة المبادراتِ التي تصبُّ في صالحِ اليمنِ الشقيق، وجلالتهُ هو أيضاً الذي أكدَّ عبر العديدِ من الخطاباتِ الملكيةِ السامية، في العديدِ من المحافلِ الدوليةِ والعربيةِ والمحلية، عن أحقيَّةِ دولة الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ الشقيقة، وسيادتها على جزرها الثَّلاثِ المحتلة.
وجلالتهُ هو الذي كرّرَ لفظ مُصْطَلَحِ «السّند»، عندما تحدَّثَ عن جمهوريةِ مِصْرِ العربية، وجلالتهُ هو الذي وَصَفَ المملكة المغربية وأهلها «بالمَعْدنِ الأصيلِ الذي لا يتغيّر» وأكّدَ على سيادَتِها للصَّحراءِ الغربية.
ولم أستَطِعْ خلالَ تحليل خطابات سيّدي حضرة صاحِب الجَلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، أن أتخطَّى كمِّيةَ الدَّعم للجمهوريةِ العراقية في كافةِ المراحل، فجلالتهُ القائل: «ما هو خيرٌ للعراقِ خيرٌ لِأشِقّائهِ وجِواره، وما يَضُرَّهم يضُرّه».
وجلالتهُ كانَ وما زالَ داعماً للجهودِ الراميةِ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرار في جمهوريةِ السودان، وتناولَ جلالتهُ كذلك في خطاباتهِ الملكيةِ السامية أهمية الدَّعم المستمر لسيادةِ لبنان وأمْنه واستِقراره، ودعمَ المبادراتِ والإصلاحاتِ السياسيةِ والاقتصادية فيه، وجلالتهُ الذي أعلنَ عن ترحيبهِ بعودةِ الجمهوريةِ العربيةِ السورية إلى الحُضنِ العربيّ. أما الكويت الشقيقة فلقد ذكرنا جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه عبر خطابه الملكي السامي الذي وجه إلى قواتنا البواسل المشاركين في مُهِمتهم الدفاعية عن الكويت ضمن قوات «درع الجزيرة» بأفضال «الكويت»، واصفاً جلالته «الكويت» بأنها لم تتردد يوماً في دعم شقيقتها البحرين ومؤكداً جلالته بأن ذلك ما لن ننساه لها من أفضال ومواقف».
ولأنَّ الوقتَ لن يَسَعُني لكي أمرّ على كلِّ دولةٍ من الدُّولِ العربية، لذا سأضعُ هذا الكتابَ بين أيدي المهتمين؛ لكي يكونَ مَرْجِعاً للفكرِ النيِّر لسيدي جلالة الملك المعظم حولَ الوطن العربي.
رأيي المتواضع
كلمةُ شكرٍ يجب أن تقال فالشكرُ من بعد الله لسعادةِ المستشار نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك المعظم لشؤونِ الإعلام، فقبل عامٍ من اليوم أرسلتُ له رسالةً نصيةً قصيرة؛ لِأُبلِغَهُ عن رغبتي في الشروعِ في كتابةِ هذا الكتاب، فأجابني بعبارة: «توكَّلي على الله» وكانت تلك هي الشرارةُ الأساسية لانطلاقي في البدءِ برحلةِ البحثِ والتنقيب.
والشكرُ الكبيرُ لسعادةِ وزيرِ الخارجية سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، والذي تشرَّفتُ بتقديمهِ لهذا الكتابِ القيم رُغمَ كلِّ مشاغلهِ التي لا تجعلهُ يرتاح ويستَقِرُّ في مكانٍ واحد، إلا أنَّه قابلني واستمعَ إليّ، ووجَّهَ فريق عملهِ الرائع لإمدادي بالمعلوماتِ اللَّازمة. أتذكَّرُ أنَّه قابلني مباشرةً بعد اجتماعهِ بوزيرِ الخارجيةِ الأمريكية!! حينها عرفتُ قيمة الكتاب والمُؤلفينَ والأكاديميّين عند مسؤولي الدولة. هذا الاهتمامُ المستمدُّ من قيادتنا الرشيدة، المتمثلة في مقام سيّدي حضرةِ صاحِب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فلم أكتبَ مؤلفاً قط إلا وكان دعمهما حاضراً لي.
والشكرُ موصولاً لسعادة السيدة هالة بنت محمد جابر الأنصاري مستشار جلالة الملك المعظم للشؤون الثقافية والعلمية، فقبل خمس عشرة عاماً كان والدها المفكر العربي الدكتور محمد جابر الأنصاري واقفاً مكانها ليدعمني في أول إصدار لي، وليأخذ بيدي إلى دروب الكتابة ودهاليزها، وهاهي اليوم تشد من عزمي.. وكذلك سعادة وزير الإعلام الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، الذي أبلغني مدير مكتبه سراً بأنه خصص اجتماعاً خاصاً لمراجعة كتابي لكي يطمئن بنفسه من سلامة محتواه ومضمونه.