محمد الرشيدات

إقبال بين الجيد والمتواضع على المعارض خلال الفترة الماضية
فعاليات مجتمعية: بعض الشركات تعرف كيف تستميل رغبة المشتري
بوجيري: السيارات الصينية بدأت تأخذ حيزاً وفيراً في السوق البحرينية
فعاليات مجتمعية: بعض الشركات تعرف كيف تستميل رغبة المشتري


مُغالبةٌ ومُنافسةٌ بين مسارح معارض السيارات الموزّعة في مختلف مناطق البحرين شهدت في بداية شهر رمضان زيادةً في حدتها تارةً، وهدوءاً نسبياً في أوسطه تارةً أُخرى، لتستقر عند تواضع في نهاية الشهر الفضيل، مع حرص البعض من المقبلين على تلك المعارض على عدم تفويت فرصة ما قبل مجيء العيد بالاستفادة مما هو مُعلن عنه لامتلاك سيارة العُمُر، بما يتواءم مع مقدرتهم الشرائية الملائمة لماهية الأسعار التفضيلية، التي أفصحت عنها منافذ بيع السيارات على اختلاف أنواعها، ولعل شركات بيع السيارات الصينية تحديداً قد دخلت على خط الاستحواذ الأكبر لثقة الجمهور من ناحية المزايا العصرية والتكلفة البسيطة التي تخاطب جيب جميع المستهلكين من مواطنين ومقيمين على حدّ سواء، إذ تنوعت العروض المقدّمة فيها ما بين نسب التخفيض على السعر الإجمالي للمركبة لتترواح من 10% إلى 20%، كتخفيض واقعي، وبعضها الآخر حمل تفاصيلَ ترويجية أخرى كتقديم الهدايا المادية والعينية، بل وحتى على صعيد عروض الضمان على المسافة المقطوعة أو سنوات الاستخدام، التي وصلت في بعضها إلى توفير ضمانٍ مدى الحياة على المركبة، لإثبات جدارة مصنعية مركباتها على الطريق من ناحية استخدامها وما تحتويه من وسائل أمن وسلامة لجميع أفراد العائلة، وهذا لا يُلغي بالطبع قيمة العلامات التجارية للمركبات الأخرى كشبيهاتها من الأنواع متعددة المنشأ والمصنوعة في أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية وحتى السويد، إلى جانب غيرها من الدول المعروفة بصناعة وسائل النقل العديدة الصغيرة منها والمتوسطة وحتى الكبيرة أيضاً.
ما تمّت الإشارة إليه في السابق، هو ليس بإعلان مدفوع، ولكنها أراءٌ ووجهات نظر استقتها «الوطن» من نافذة ما أفضى به لسان البعض من المختصين والمواطنين الذين أكدوا مجتمعين على قوة الجذب التي تسكن تفاصيل الإعلانات التجارية في رمضان، وما تضمّنته من أدوات تسويقية كفيلة بأن تضع عقل المستهلك بكفّة، ومخاطبتها لرغباته في امتلاك السيارة الأقرب إلى قلبه ووضعها بكفّة أخرى، وبين هذا وذاك، ما يُناسب مال جيبه.
رئيس مجلس إدارة مونتريال للسيارات عبدالكريم بوجيري أكّد في حديث خاص لـ «الوطن»، حصول تراجع في مدى رغبة الناس بشراء السيارات الحديثة والمستعملة على الرغم من إعداد خطة شاملة وميزانية كافية للتسويق التجاري وضعتها مختلف الشركات نصب أعينها قبل الدخول برمضان، نظراً لكثرة متطلبات الحياة المعيشية على أرباب الأسر، موضّحا إلى جانب ذلك، أن السبب الآخر قد يتمثّل بتخوّف المستهلكين عموماً من الانخفاض المعتاد الذي قد يطرأ على أسعار السيارات الجديدة بعد اقتنائها وعند الرغبة في بيعها، نافياً أن يكون للقيمة المُضافة دور في التسبب بهذا التهافت المتواضع على المعارض، مردفاً بقوله، إن تأثيرها قد بَطُل في الوقت الحالي لاعتياد الناس على ما تفرضه من أموال إضافية مقارنة بما كان عليه في السابق.
بوجيري أضاف كذلك أن السيارات الصينية بدأت تأخذ لها حيزاً وفيراً في السوق البحرينية، من خلال زيادة ثقة العملاء بقدراتها العملية وكفاءة استخدامها، وحتى من ناحية تكلفة امتلاكها المالية التي أصبحت في متناول الأغلبية من المستهلكين.
محمد حميدان وكمواطن بحريني بيّن لـ«الوطن» أن شهر رمضان وإلى جانب ما يحمله من خيرات وبركات وروحانيات إيمانية، يأتي أيضا وفي جعبته الكثير من العروض والخصومات على أسعار السيارات على وجه الخصوص، وحتى على خدمة تغيير القطع الرئيسية فيها، معمّما ذلك على السيارات الجديدة والمستعملة.
لم يكتف المواطن عند ذلك الحد، ليُشيد بما أثبتته السيارات الصينية من كفاءةٍ تُنافس باقي أنواع المركبات، من ناحية التهافت على امتلاكها الذي كان كبيراً في الآونة الأخيرة، عازياً ذلك إلى التسهيلات التي توفّرها الوكالة والضمانات التشغيلية للمركبة التي وصلت إلى ضمان مدى الحياة أو مليون كيلومتر، وإعفاء مدته 5 سنوات من تحمّل تكاليف تغيير القطع الاستهلاكية المهمّة في السيارة، لتصاحب العميل راحة بال ويكون بعيداً عن دفع دينار واحد طيلة الفترة المذكورة، حسب قوله.
د. بيان المحاري هي الأُخرى أوضحت لـ«الوطن»، ما أقدمت عليه شركات السيارات في شهر رمضان المبارك من طرح وفير لعديد العروض سواء على السيارات الجديدة أو على تكاليف الفحص الدوري، لافتةً إلى أن تلك الشركات تستغل قدوم رمضان كموسم لتسويق خدماتها ومنتجاتها، لتقطف ثمار دعايتها ببيع كميات كبيرة من السيارات لديها، أي أنها تتعامل مع الأمر بالكم وليس بالكيف، لتؤكّد وبنظرة حسابية، على أن ارتفاع نسبة الأرباح التي تجنيها تلك الشركات مرتبط ارتباطا كليا بعدد مرّات شراء العملاء للمركبات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخصومات بالنسبة إلى سعر التكلفة تُعتبر قليلة جداً، إلى جانب بعض الشروط الي تضعها بعض الشركات في كيفية الاستفاده من الخصم خلال فترة معينة والمعايير الواجبة للحصول عليه، مما يجعل عدد المستفيدين منه بالكاد يُذكر.
استطراداً لما ذُكِر، وحول الخصومات الموسمية التي تطرحها وكالات السيارات في شهر رمضان، قال المواطن صلاح محمود، إنها خصومات مكررة وموجودة على مدار السنة مع تغيّر المناسبة والمسمى، مفيداً أنها قد يأتي البعض منها خاضعاً لشروط لا تُناسب المستفيدين، وبالأخص في ما يتعلق بخدمة الفحص الدوري.
وبناء على مشاهداته الفعلية حول مدى إقبال الناس على شراء السيارات الجديدة والمستعملة خلال الشهر الفضيل وفي أيام العيد كذلك، قيّمها محمود بالجيدة، خصوصاً وأن الغالبية تنتهز الفرصة الحقيقية في رمضان لاستغلال عروض الشركات والاستفادة منها، مبيّناً في السياق عينه، توجّه الراغبين وبكثرة نحو امتلاك السيارات الصينية الجديدة لتدنّي ثمنها مقارنة مع باقي أنواع المركبات وبما يقارب النصف.
وغير بعيد عن ذلك، لطالما كانت وما زالت طرق الدعاية التسويقية تتنوع بمضمونها وكيفية تأثيرها على المستهلك المستهدف، وكثيراً ما تعمد المؤسسات الاقتصادية الكبرى وحتى الأقل منها درجةً من حيث رأس مالها والصناعة التي تمارس من خلالها أنشطتها التجارية في السوق، إلى بذل أقصى قوتها من أجل استمالة المستهلكين في الإقبال على شراء خدماتها ومنتجاتها.
الأمر وفي هذا المقام قد انطبق على ما انتهجته وما برحت تنتهجه شركات بيع السيارات الحديثة من تقديم عروض شرائية يتزامن مجيئها مع حلول مختلف المناسبات الدينية والوطنية تحاكي النبض الشرائي للشارع بطرح لغتها الدعائية من أجل ضمان الإقبال على معارضها من قِبل عديد الشرائح المجتمعية الراغبة بأفرادها وبجماعاتها في اقتناء الحديث من المركبات، ولا ضير إن كانت بتكلفة أقل عما عليه في الأيام العادية.