يا ترى ما الذي يحمله عام 2024 للعالم من متغيرات ومستجدات؟ وأفضل أن أستخدم كلمة «عام» بدلاً من «سنة» لأنه كما علمنا القرآن الكريم في سورة يوسف «الآية 47 - 49» أن كلمة «عام» تستخدم لزمن الرخاء واليسر وكلمة «سنة» تستخدم لزمن القحط والمجاعة والعياذ بالله.

اقتصادياً، يتوقع أن تنخفض الفائدة وذلك بعد تصريحات رئيس مجلس إدارة «الفيدرالي الأمريكي» جيروم باول الأخيرة والتي أظهرت أن مسلسل ارتفاع الفائدة أوشك على الانتهاء، ما يعني قدرة أكثر على الاقتراض وانتعاشاً في التداولات والتجارة في أغلب دول العالم، لكن في نفس الوقت يعني أيضاً انخفاضاً للدولار والأصول المتداولة بالدولار. وفي المقابل مع انخفاض الدولار من المتوقع أن يتجه المعدن الأصفر «الذهب» لأسعار لم تكن مسبوقة كونه ملاذاً آمناً لرأس المال.

وسياسياً، سيشهد هذا العام انتخابات على المناصب الرئاسية هي الأكثر في التاريخ حتى سمي هذا العام «أكبر عام في تاريخ الديمقراطية منذ بداية الديمقراطية» حيث سيتوجه إلى صناديق الاقتراع أكثر من ثلث سكان العالم في عدة دول كبرى، ومنها أمريكا وروسيا والهند، وكذلك إندونيسيا ومن المحتمل بريطانيا أيضاً؛ فهو حتماً سيكون عاماً حافلاً بالمنافسة بين الأحزاب والأفكار والأيديولوجيات وقد يفرز وجوهاً قيادية غير متوقعة وجديدة تمثل على الأرجح تيارات محافظة، وخاصة في الغرب الذي يشهد توجهاً نحو الفكر المحافظ اقتصادياً واجتماعياً والرافض للهجرة أكثر من العادة.

أما أمنياً وعسكرياً، فالصراعات المسلحة ستبقى مستمرة، وبالأخص في غزة وأوكرانيا والسودان والكونغو وميانمار، ولا يوجد ما يلوح في الأفق يشير إلى توقفها أو تخفيف حدتها. ومثلا ذكر إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في مقال في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قبل يومين أن «احتمالات تحقيق القضاء التام على حماس كانت معدومة منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنّ هذا هو الهدف الرئيسي للحرب» مؤكداً أن هزيمة حماس مازالت بعيدة المنال، وهذا يعني استمرار الحرب على غزة مدة طويلة غير معلومة.

ومن جانب الرياضة فستكون أوروبا مركزاً لبعض أهم البطولات على مستوى العالم وأبرزها الألعاب الأولمبية في باريس، والبطولة القارية الكروية «يورو 2024» في ألمانيا، ما يجعل القارة العجوز مرة أخرى محط أنظار العالم ووجهة لعشاق الرياضة بكافة أشكالها. والمتوقع أن نشهد إبهاراً في التنظيم والإعداد وأداء رياضي يفوق ما شهدناه في بطولات سابقة.

وأخيراً، ومن زاوية المناخ، وهو الحديث الأبرز على الساحة الدولية فمن المتوقع أن يكون عام 2024 عاماً شديد الحرارة، بل الأشد حرارة تاريخياً ليس بسبب الاحتباس الحراري فقط، بل نظراً إلى ظاهرة النينو وهي ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات التي ستكون في أقسى حالاتها على الإطلاق، وسيتأثر بها العالم بشكل عام والجزء الشمالي من الكرة الأرضية بشكل خاص.

اللهم نسألك اللطف بنا وكل عام وأنتم بخير.