دعوني أدخل في صلب الموضوع، وأن أتكلم بصراحة حول أداء بعض أعضاء مجلس النواب. هناك لغط كبير من بعض الناس وتهجّمهم حول أداء بعض النواب وتفاعلهم مع القضايا المحلية الكثيرة. النواب ليسوا بمعزل عن القضايا المهمّة ومشاكل وهموم الشعب كما يظن البعض، فهناك أعضاء «والنعم فيهم» يتجاوبون مع الملفات الساخنة، يبذلون جهداً كبيراً لإيجاد حلول لمشاكل الناس وقضاياهم فهي تؤرقهم تماماً كما نحن، لأنهم من الشعب ومساعيهم جادّة لوضع حلول للقضايا الرئيسة التي يعاني منها معظم الشعب اليوم.

هناك من يرى بأن أداء النواب ضعيف جداً، بينما يرى آخرون بأن أداءهم لا بأس منه، وحتى نكون أكثر أنصافاً، منهم من هو حريص على نقل هموم الشارع تحت قبة البرلمان، فالمشكلة ليست من أعضاء في مجلس النواب وإنما من عدم تجاوب بعض المسؤولين لزحزحة بعض الملفات. فهناك تقاعس في التفاعل مع ما يطرحه النواب في المجلس، فبعض النواب يناقشون بضمير ويتفاعلون مع مشاكل الناس بحرقة.

النواب دورهم جليّ كمشرّعين ومراقبين إلا أن بعض المسؤولين لا يتقبّلون الانتقاد ظناً بأن هناك تآمراً عليهم عندما يُدلي النواب بدلوهم عن هموم الشارع ويناقشون صراحة من غير نفاق، وكثيراً ما يعكس النواب ما «يحتريهم» من حرقة وغصة في نقل هموم الناس ولا يستطيعون إزاحة هذه الهموم.

بعض المسؤولين يشعرونك بأن العملية الديمقراطية في حالة حرب، ولا يدركون وخامة تلك العقلية التي لا تأتي بالصالح العام وإنما تشويه للعملية الديمقراطية في اللامبالاة لمهام مجلس النواب ودوره الفعلي، غافلين عن أن الأدوار وُجدت من أجل رفعة الوطن والمواطن، يجب أن تكون تلك الأدوار مكمّلة لمصلحة الطرفين وليس لمصلحة ضد أُخرى. تستشعر من بعض الجهات بأن الحكومة بأنها بعيدة كلّ البُعد عن تحقيق آمال الشعب وتطلعاته، وإنها لا يهمها غير جَيب المواطن فهي أسهل وأسرع طريقة في حلّ الأزمات التي تمرّ بها البلاد، يتجاهلون بأن الشعب هو أساس الوطن ورفعته وبه يسمو الوطن لتحقيق المكاسب الكثيرة.

على تلك الجهات أن تتعاون جدّياً مع مجلس النواب لتذليل التحدّيات وإيجاد حلول جذرية لمشاكل الشعب وتسخير كافة المُعطيات من أجل الارتقاء بمعيشة المواطن.