إنجازات الحكومة قد لا يراها المواطن العادي وغير المتعمق لخطط الحكومة وبرامجها متحققة على أرض الواقع، وقد يظن أن الدولة تختتم العام تلوى العام دون إنجازات محققة تذكر، وهنا لا نستطيع لوم أحد فلكل إنسان مستوى اهتمام وافق نظري يبحث فيه ولا يتعداه، وهو السبب الذي يجعله لا يتعمق في كيف ومتى تم هذا الإنجاز.

عام 2023 شهد تحسناً في أسعار النفط، ورغم ذلك لم يكن بالمستوى الذي يمكن القول عنه بأنه وصل إلى المستوى الذي ينعش الاقتصاد المحلي ويخفف كثيراً من أعباء الدين العام، لذا الركون إلى النفط وإيراداته للوصول للمستوى الذي نستطيع القول بأنه يعيد الاقتصاد البحريني لمسار الرفاهية أي ما قبل أزمة النفط في 2009 والأزمة المالية العالمية بداية 2007.

ورغم أن النفط حتى الآن لم يقدم أي مؤشرات إيجابية أو أمل بأن يعود إلى سابق عهده وينعش الاقتصاد البحريني ويكون كما السابق العائد الأول والأساسي في الميزانية العامة، استطاعت مملكة البحرين في 2023 إعطاء مؤشرات إيجابية ومبشرة بتحقيق مستويات فوق التطلعات لعائدات الدولة من لصالح العوائد غير النفطية.

عدة قطاعات ومجالات استطاعت أن تعود بقوة وبشكل مميز رغم خروجها من أثر أزمة جائحة كورونا (كوفيد19) والتضخم العالمي بسبب الحروب في عدة مناطق في العالم، القطاع المالي أظهر قوة وصعوداً في نتائجه المالية ليقدم صورة إيجابية جداً للسياسة المالية وتشريعاتها التي عملت عليها الدولة وحققتها على أرض الواقع، بالإضافة لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا وكيف سخرت البنية التحتية التي سبقت بها مملكة البحرين عدة دول إقليمية لجعل البلد منطقة التقاء كبرى المؤسسات المتخصصة في مجال التكنولوجيا والرقمنة ومركز مهم للتكنولوجيا السحابية والسيبرانية.

أضف إلى ذلك النشاط الملحوظ لقطاع السياحة بدعم كبير من الدولة وما حققته وزارة السياحة والهيئات المساندة لها، من فعاليات وبرامج كانت السبب في جذب ومضاعفة عدد السياح خلال العام المنصرم، والأكثر ملاحظة بأن أغلب البرامج التي تم تدشينها طوال العام جاءت جاذبة للسياحة العائلية في المقام الأول.

نلاحظ بأن الدولة تقوم بالتركيز خلال العامين السابقين في فترة من الفترات على جانب معين من الخطط والبرامج في سبيل جعلها تصل للكمال، وتقوم في سبيل ذلك بتسخير كافة إمكانياتها وقطاعات لدعم هذا الجانب، وهو ما أظهر نجاحاً وأكثر مما كان يتوقعه الجميع.

بتلك السياسة الحكيمة والمدروسة يقود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء فريق البحرين وحكومة البحرين لتحقيق النجاح تلوى النجاح، فسموه يضرب أروع الأمثلة مع فريقه في كيفية التخطيط والقيادة والتركيز على الهدف، وكيف أن النجاح يكون مثل صعود سلم بخطوة واثقة ومحققة ثم الانتقال للخطوة الثانية، وبتلك الخطوات الواثقة والصاعدة نؤمن نحن أهل البحرين بأن بلادنا ستحقق غايتها وتتجاوزها بإذن الواحد الأحد بفضل قيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.