جميلة تلك اللفتة الإنسانية التي قام بها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة تجاه الأطفال من محاربي السرطان، حيث نجح مع المبدع مخرجنا البحريني أحمد الشيخ في ترجمة تلك اللفتة الإنسانية بعمل فني رائع مدته لا تتجاوز الدقيقتين بتمويل ورعاية «جي إف إتش المالية» و«خليجي بنك» مشكورين، وهذا التعاون الثلاثي (سمو الشيخ خالد والبنوك وأحمد الشيخ) حقق أمنية عبدالله وهو طفل محارب للسرطان أن يكون يوماً ما ضابطاً في الجيش ويعتلي أعلى المراتب (اللهم آمين بلغه وبلغ أهله هذه الأمنية).

التقط سمو الشيخ خالد الخيط وطلب من فريقه الإعداد لتلبية تلك الأمنية وزرع الابتسامة على وجه هذا الصغير الذي يحلم أن يكون عسكرياً في خدمة وطنه، وما أجملها من التقاطة وما أجمله من إحساس مرهف من أب حنون يعرف قيمة الأسرة والأبناء وينقل مشاعره الأبوية بكل عفوية من خلال حسابه على الإنستغرام فتشعر بصدقه، وخاصة مع البنات (وتلك مشاهد تأسرني كثيراً).

فلبى طلبه واستضاف سمو الشيخ خالد صاحب الأمنية عبدالله بنفسه في معسكر الروضة للقوات الخاصة للحرس الملكي، واصطحبه ليشهد معه يوماً من أيام المعسكر من تدريبات لمكافحة الإرهاب ومن استعراض للطابور اليومي، وعبدالله معه ببدلته العسكرية مؤدياً التحية بشكل صحيح كما تم تدريبه، وهنا تتدخل إبداعات المخرج أحمد في متابعة الاستعدادات من تفصيل البدلة للصغير إلى التقاط البسمة العريضة على وجه عبدالله حين ارتدى البدلة، وحين أدى التحية لسمو الشيخ خالد، كانت لقطات مؤثرة جداً وهذا ما نسميه الرسالة السامية للإبداع الفني، وهذا ما ينجح أحمد الشيخ دائماً في نقله.

ما يهمنا هو تلبية سمو الشيخ خالد وقبوله منح الوقت من أجل ظهور هذا العمل الفني ومنحه الوقت للتصوير الذي استغرق ساعتين من المشاهد العفوية، وتم اختيار ما هو أنسب نظراً إلى قصر الفيديو وهذا هو المطلوب، ذلك جهد عظيم مسخر لخدمة إنسانية له قيمته وله تقديره حين يكون مقدماً من أبناء الملوك، وتواضع في محله، وتلك مهمة سامية كلف صاحب الجلالة أبناءه أن يعتنوا بها لما لها من دور كبير في تعزيز الحكم وتقوية أواصر الروابط الإنسانية بين الأسرة الكريمة وبين الشعب البحريني، كما أن لها صدى دولياً خارج نطاق البحرين ينقل صورة مشرفة عن بيت الحكم، قام بها الشيخ خالد مشكوراً، ونتمنى أن تكثر مثل تلك المبادرات وتزيد، لما لها من صدى جميل وأثر سياسي أكبر.

تلك الجهود كانت بحاجة إلى أن نسخر لها بعضاً من الجهد التسويقي والأدوات الإعلامية، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، إن عدم التقاطنا لأهمية مثل هذا العمل الإبداعي وتأثيره على صورة البحرين بشكل مشرف وإيجابي لهو مؤسف حقاً، فمازال رادارنا الإعلامي عاجزاً عن تقدير ما ينفع سمعتنا الدولية من قصص حقيقية وواقعية ناجحة نملكها ولا نقدّر أهميتها، عموماً هذا العمل الإبداعي وجد صدى له داخل البحرين عن طريق السوشال ميديا وخارج البحرين حتى استعرضه أحد التلفزيونات الآسيوية، نتمنى أن تكون لتلك المبادرات الإنسانية خطط تسويقية نتعاون فيها جميعاً، وخاصة أن الرعاية جاءت من مؤسسة خاصة مشكورة.