في جميع الأديان لاسيما السماوية منها تجد أن هناك أياماً محددة في العام تكون العبادة فيها مكثفة، إيماناً من معتنقيها أن في هذه الأيام يكون الأجر عند الله مضاعفاً، وعادة ما تكون هذه الأيام مرتبطة بمناسبات دينية أو بقصص دينية موروثة، فتجدهم يرتادون المعابد في هذه الأيام أكثر من باقي أيام السنة، وتجدهم يخصصون وقتاً أطول من يومهم للعبادة، ويقللون انشغالاتهم في الأمور الحياتية الأخرى، بقدر الإمكان ليوفروا الوقت للعبادة. وهذا أمر طبيعي فأنت في كل فترة زمنية تخصص وقتاً أطول لأمر ما له أهميته في هذا التوقيت، فمثلاً في مواسم الامتحانات يخصص أطول وقت من وقت الأمهات، ومن وقت الطلبة ومن وقت المعلمين للتحضير لأداء الامتحانات، وأحياناً تخصص الجزء الأكبر من وقتك للعمل عند وجود ضغوط عمل حتى إنك تلغي إجازة نهاية الأسبوع لتركز في العمل، وهذا أمر طبيعي في حياة البشر.

فتجد المسيحيين يخصصون وقتاً أطول للعبادة في عيد الفصح، وكذلك اليهود يخصصون وقتاً أيضاً، ومراعاةً للمعتقدات الدينية لدى الناس، تجد أن جهات العمل، وتحديداً المدارس تخصص إجازة طويلة لهذه المناسبة الدينية، مثل إجازة عيد الفصح ومدتها عشرة أيام.

أما نحن -المسلمين- فإن الوقت الذي يتفرغ الناس فيه للعبادة، والصلوات المكثفة هو أيام العشر الأواخر من رمضان، ففي آخر عشرة أيام من شهر رمضان الكريم، يستحب فيه تكثيف العبادة بالاعتكاف في المسجد لمدة طويلة، والإكثار من الصلاة بعد صلاة العشاء حتى وقت متأخر من الليل، والإكثار من قراءة القرآن، وتنشط المساجد في تقديم المحاضرات الدينية للناس فيحرض الشباب والكبار على حضور هذه المحاضرات، فيقضي الناس غالبية الليل في العبادة وخاصة في المساجد.

وتجد أن غالبية الناس من فئة الموظفين والطلاب، فتجدهم يضطرون للقيام باكراً للذهاب للعمل، فيذهبون للعمل أو للدراسة وهم مرهقون، ولم يأخذوا القسط الكافي من النوم، فتجدهم يكونون أقل نشاطاً ويتدنى مستوى أدائهم. وهنا نتمنى الأخذ في الاعتبار لهذا الجانب، ومنح إجازة على الأقل للطلبة في العشر الأواخر من شهر رمضان علماً أن الإجازة الفعلية ستكون سبعة أيام عمل فقط وباقي الأيام ستكون إجازة نهاية الأسبوع، فنتمنى النظر في هذا المقترح الذي طالما تمناه الجميع على مر سنوات.. وتقبل الله منكم صيامكم ودمتم سالمين.