يكثف المخرجون والمنتجون الخليجيون والعرب تركيزهم طوال العام للخروج بعمل فني باهر يستقطب عشرات الآلاف من المشاهدين العرب خلال شهر رمضان، فتخلو الساحة الفنية الخليجية والعربية من الأعمال الفنية والدراما طوال العام على أمل الخروج بعمل فني يلبي رغبات ورضا الجمهور، طبعاً رضا الناس غاية لا تدرك ولكن الأمل في النصيب القليل من الإعجاب.

وفي المقابل ينتظر المشاهد العربي إبداعات المخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو في المسلسلات التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك، ولكن السؤال كيف يرى المتابعون على المستوى العربي والخليجي الأعمال الفنية المعروضة في شهر رمضان لعام 2024، هل جاءت ملبية لطموح المشاهد؟ هل أتت بالجديد؟ طبعاً لا، أفكار متكررة ولكن تعرض بمشاهد مختلفة من ناحية ديكور المنازل والحبكة ولكن النتيجة معروفة من الحلقة الأولى للمسلسل؟ والفنانون ذاتهم في المسلسل المعروض في العام الماضي طلوا على الشاشة بحلة جديدة وباسم مسلسل جديد، وهذا الأمر بالطبع لا يعمم على الجميع ولكن على الأغلبية.

طبعاً من الصعب متابعة المسلسلات جميعها خلال شهر رمضان المبارك، ولكن لقطات من الحلقات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي تفي بالغرض لتصل لهذه النتيجة، والمسلسل الأكثر تداولاً «زوجة واحدة لا تكفي» و«أولاد بديعة» الأول خليجي والثاني شامي أرجعنا للأعمال الدرامية السورية القديمة ولكن بصورة مستحدثة.

ومجرد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم أسماء تلك المسلسلات سوف ترى العجب العجاب من مشاهد لا تناسب الشهر الفضيل، من كلمات وأسلوب وحوار لا يتناسب مع فئة 18 عاماً مع العلم بأن الدراما الخليجية يحضرها الصغير قبل الكبير ومن المسلسلات العائلية لكنها في الوقت الحاضر غير مناسبة للأطفال بتاتاً، فهل من المنطقي أن يعرض في مسلسل خليجي كلمات غير مسؤولة؟ وهناك أطفال ضمن هذا الكادر الفني وآخرون خلف شاشات التلفاز، هذا المستوى من الحوار غيض من فيض فأغلب المشاهد تحمل هذا النوع من المصطلحات.

وبعيداً عن الهجوم على المسلسلات الخليجية والعربية التي تعرض قضايا جريئة فهذا الهدف المنشود من تلك الأعمال والدراما العربية، هي النبش في المسائل المجتمعية المهمة التي باتت تنبش وتأكل في تلك المجتمعات بصمت، فالجرأة مطلوبة لإيجاد الحلول فلسنا في مجتمعات مثالية ويكفينا تغير بوصلة أنظارنا لتفادي النظر لتلك القضايا الحساسة والخطرة، ولكن الخلاف في طريقة الطرح والسيناريو والحوار والأسلوب، وغابت فكرة بأن الأعمال الفنية والدرامية تبني فكر وتخلق أجيال المستقبل وحل محلها الجرأة القبيحة لتحقيق الشهرة «الترند» على حساب شريحة من المشاهدين خاصة من فئة المراهقين والأطفال، فلا نستغرب بعد شهر من ظهور مصطلحات جديدة في قاموس أطفالنا، ويفضل تصنيف الأعمال وفق الفئة العمرية المناسبة كالأفلام الأجنبية احتراماً للمشاهد.