من المقرر أن تنطلق فعاليات القمة العربية الثالثة والثلاثين في البحرين في شهر 16مايو، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة اجتماعاً من هذا النوع سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة، وبروح التضامن العربي وحرص المملكة على دعم الأشقاء والقضايا العربية أبدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه رغبة المملكة في استضافة القمة خلال انعقاد القمة السابقة في الرياض، حيث إن هذه القمة تكتسب زخماً سياسياً دولياً وبخاصة في ظل الظروف والتحديات والتوترات الأمنية والسياسة التي تشهدها المنطقة إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والتي دخلت في شهرها السابع منذ أكتوبر الماضي، وعلى مدى تلك الشهور لم تصل الجهود المبذولة من كافة الأطراف الإقليمية والدولية إلى وضع حد لها، بل إن الأمور مرشحة للتصعيد في ظل تدخلات القوى الإقليمية على خط الأزمة، وهو ما ينذر باتساع نطاق الحرب التي يمكن أن تطول كافة دول الإقليم، ومن هنا فكافة الأنظار في الشارع العربي والإسلامي بل وفي الخارج تتطلع إلى المخرجات التي يمكن أن تنبثق عنها القمة، وما يمكن أن تتخذه من مواقف وقرارات تساهم في تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، ودعم كافة الجهود التي تسعى نحو إحلال السلام والاستقرار وحفظ الأمن في المنطقة، وهو ما يؤكد على أن المملكة قيادةً وشعباً لا تدخر جهداً في سبيل دعم العمل العربي المشترك، ومناصرة القضايا العربية وفي مقدمتها تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العيش بأمان في دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، بل ودائماً ما تسعى المملكة لدى كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة إلى تحقيق ذلك، سواء عبر القنوات الدبلوماسية ومنابر الأمم المتحدة أو من خلال التنسيق الثنائي والجماعي مع الدول، حيث أخذت المملكة على عاتقها منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله، ترسيخ قيم التعايش السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وفي ذات الوقت إعطاء الأولوية للتضامن مع الأشقاء سواء في إطار مجلس التعاون أو جامعة الدول العربية من أجل إحلال السلام ودفع جهود التنمية على كافة الأصعدة.