على النهج الحكيم لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه تسير مملكة البحرين لتمارس دورها المشرف على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تستضيف اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي وهو أكبر تجمع برلماني عالمي وذلك في دورته الـ146 لمناقشة كافة الآراء والأفكار حول موضوعات كثيرة في مقدمتها مكافحة التعصب وغيرها، وهذا الأمر يحمل العديد من المؤشرات لعل في مقدمتها أن اختيار البحرين لاستضافة تلك الاجتماعات يأتي نتيجة لما تقوم به المملكة وقيادتها من جهود حثيثة نحو ترسيخ قيم التسامح والاعتدال والتعايش السلمي والإنساني في محيطها الإقليمي بل والعالمي، ومبادراتها المستمرة في مد جسور التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة، وهو ما يعزز الأمن والاستقرار الاجتماعي داخل المجتمعات وينشر روح المحبة والأخوة بين الجميع، وهو أمر قاد إلى وجود مفاهيم شاملة للسلام والحوار، ويبرز ذلك في برامج الحكومة البحرينية الداعمة لنشر تلك القيم، ومن هنا يتثمل لنا دور المملكة في تقديم صورة مضيئة لنموذج عربي يتحلى بسمعه وثقة عالمية كبيرة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن الاتحاد البرلماني الدولي يعد من أكبر التجمعات الدولية في المجال التشريعي والتشاوري ويشارك في اجتماعاته ما يربو فوق 143 وفداً يمثل هذا العدد من الدول بما تحمله من ثقافات مختلفة وقيم عديدة، ومن ثم فهو يمثل آلية لتبادل الثقافات والخبرات حول موضوعات كثيرة تشغل بال الإنسانية ولا تنحصر في ثقافة محددة أو منطقة جغرافية بعينها، كما أنه يناقش موضوعات تتعلق بأسباب العنف المنتشر والصدامات الثقافية ومناقشة آليات المعالجة المختلفة لها وتبادل الآراء حولها، لذا فهو يدير حواراً ثقافياً عالمياً من شأنه التقريب بين وجهات النظر وإحداث توافق فكري بشأنها، ويساهم في وضع مخرجات تعمل على المعالجة الجذرية لقضايا المجتمع العالمي التي تتشعب في المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية المختلفة، فقضايا العنف والتعصب ترتبط بالفكر والدين كما ترتبط بالمجال الأمني ولها روافد اقتصادية وسياسية تتطلب من المجتمع العالمي التعاون الكامل للحد منها.