اليوم، الثاني عشر من ربيع الأول، تطل علينا أنوار ذكرى مولد سيد البشرية، عليه أفضل الصلاة والسلام، والذي بمولده أشرق نور النبوة لينشر العدل والأمن والسلام في ربوع العالم.

وفي ذكرى مولد النبي محمد؛ تفوح على الأرض بركات وخيرات وروحانيات، تسقي النفوس من عبيرها وعبير صاحب الذكرى، وتدعونا جميعاً إلى التفكر في سيرته العطرة والاقتداء بهديه وأخلاقه؛ أباً وزوجاً وأخاً وصديقاً ومدافعاً عن الحق والعدل والسلام الإنساني، كيف لا وهو الذي نزل فيه قول الحق؛ (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، «الأحزاب: 21».

ذكرى المولد النبوي ليست للحديث عن إنسان أو قائد أو نبي فحسب؛ بل هي مناسبة للحديث عن مولد أمة عظيمة وبزوغ حضارة إنسانية امتدت إلى قرون من زمن.. هي حديث عن عالم جديد عنوانه الرئيس الحق، بكل معانيه، وإعادة الاعتبار للإنسانية على المستوى الفردي والمجتمعي، بل والعالمي.

في هذا اليوم المبارك يجب علينا أن نقف ونتأمل ونتدبر سيرته العطرة، نرتشف منها الحكمة والموعظة التي تضيء لنا طريق الخروج من الفتنة والانقسام الذي تعيشه الأمة، حيث تجلّت عظمة رسالته، عليه الصلاة والسلام، في توحيد القلوب والقبائل والأحزاب التنافرة، وتحويلهم إلى أمة عظيمة موحدة متماسكة وعظيمة، حملت لواء الحق والعدل، فكانت بحق «خير أمة أخرجت للناس»، بما حملته من قيم إنسانية وتمسكها بدعائم قوية من العلم والمعرفة.

لقد كان العالم قبل مولد سيد البشرية يموج في الفساد والظلم والجهل، لذلك فقد كانت الحاجة ماسة لنبي يقتلع بها جذور كل ذلك ويستأصله من النفوس، ويعمل على ترسيخ عقيدة التوحيد لتولد أمة جديدة تعمل مشاعل السعادة والعلم والضوء وتنشرها في كل العالم.

فما أحوجنا اليوم أن نستذكر سيرة خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي إلى صراط الله المستقيم.

وكل عام ومليكنا الغالي وأبناء وطننا وأمتنا العربية والإسلامية بألف خير.
إضاءة
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
ذُعِرت عروش الظالمين فزلزت
وعلت على تيجانهم أصداء
فرسمتَ بعدك للعباد حكومة
لا سُوقة فيها ولا أمراء
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى
فالكل في حق الحياة سواءُ
صلى عليك الله ما صحب الدجى
حادٍ وحنّت في الفلا وجناءُ