إن كانت المملكة العربية السعودية قد قطعت علاقاتها بالدولة الفارسية الصفوية الإيرانية بعد حادثة حرق واقتحام مقر السفارة في طهران، والقنصلية في مشهد، فإن ما تتعرض له البحرين من استهداف وإرهاب من قبل تلك الدولة والعراق ولبنان كان يستحق أن نتخذ موقفاً صارماً وقوياً قبل الآن بكثير.
تحدي الإرهاب بالبحرين لن ينتهي، نعم نحقق نجاحات طيبة من خلال وزارة الداخلية، لكن هذا التحدي قائم والخلايا النائمة متناثرة في قرى معروفة، ومخازن المتفجرات والأسلحة تم تخزينها منذ أكثر من 15 عاماً، وهذا يحتاج إلى عمل كبير وجبار ومشروع دولة حتى نصل إلى كل الخلايا والمخازن.
ما كشفت عنه وزارة الداخلية أمس من خلال القبض على خلية إرهابية كانت تنوي أن تقوم بأعمال إرهابية وتفجيرات من بعد أن تم تدريبهم في إيران ولبنان، وأخذ التعليمات والأموال من هناك، وعادوا ليشكلوا خليتهم الإرهابية المدربة. هذا الكشف لوزارة الداخلية يظهر أن الإخوة في الوزارة يقومون منذ فترة بعمل استباقي طيب، أثمر عن الوصول إلى خلايا إرهابية، ومخازن أسلحة، وإرهابيين وعملاء لإيران و«حزب الشيطان»، وهذا العمل يقدر ويحترم وتشكر عليه وزارة الداخلية ووزيرها الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
وللحقيقة فإن العمل الاستخباراتي الاستباقي تحتاجه البحرين اليوم بقوة، وهو يعتبر إحدى ركائز أمن المجتمع البحريني اليوم وغداً، ونتمنى أن يستمر هذا العمل، ويتطور ويصل إلى مواقع الخلايا الإرهابية، وأن نبني على هذه النجاحات الطيبة.
سبحان الله لم يجف حبرنا بعد حين كتبنا عن مثلث الإرهاب وتهريب المتفجرات والتي تشمل الدولة الفارسية الصفوية، والعراق المحتل إيرانياً، ولبنان الذي زرعوا فيه «حزب الشيطان» من أجل أن يحتل بيروت ويهيمن على الدولة اللبنانية.
لم يجف حبرنا، ونحن نطالب بمنع سفر البحرينيين إلى تلك الدول التي تصدر إلينا كل ما يقتل ويدمر المجتمع ويعرقل الاقتصاد الوطني، من هنا فإننا نأمل أن يتخذ المجلس التشريعي والحكومة الموقرة موقفاً صارماً تجاه منع السفر إلى تلك الدول، فهي دول تصدر إلينا الإرهاب والإرهابيين من بعد أن ينخرطوا في معسكرات تدريبية.
المعلومات التي لدى الدولة حول هذا الموضوع أكثر بكثير مما لدينا، والدولة لديها الحقائق والإثباتات على ما يحدث في تلك الدول من أعمال إجرامية ضد البحرين.
لا ينبغي التعامل مع موضوع الأمن بحسن النوايا، أو أن نغلب مصلحة جزئية على مصلحة أمن الوطن، أو مصلحة سفر أفراد إلى بلد ما، بينما هذا البلد يصدر لنا الإرهاب والمتفجرات.
نحتاج إلى أن نضع كافة الوسائل والقرارات من أجل أن نخدم مصلحة أمن الوطن، وينبغي السماع إلى المسؤولين في وزارة الداخلية حول الكيفية التي يمكن فيها محاربة الإرهاب من خلال التعامل مع دول مجاورة بطريقة تجفف منابع الإرهاب والإرهابيين.
في الثمانينات كان أمن وطننا أفضل حين كانت البحرين تضع قوائم لمنع السفر إلى دول معروفة بعدائها إلينا، وكان كل من يخالف القانون يقبض عليه في المطار ويتم التحقيق معه ويتم التوصل إلى معلومات مهمة، هكذا تعمل الدول التي تريد أن تحفظ أمنها.
لا أحد يترك الأبواب «مشرعة» ومن ثم يقول كيف حدث لي هذا؟
حدث ذلك حين لم نضع ضوابط، وقوانين تحفظ الأمن، وتجفف منابع الإرهاب، وتركنا كل من في قلبه مرض يذهب إلى دول رعاية الإرهاب، يتدرب، ويحصل على التمويل، ويهرب المتفجرات إلى وطننا..!
نجاحات وزارة الداخلية طيبة، والشكر لرجالها ونسائها، كما أننا نأمل بالمزيد، ونأمل أن تتخذ الدولة قرارات تحفظ فيها أمن وطننا وتمنع السفر لدول تصدر إلينا الإرهاب والإرهابيين.
** رذاذ
وردت معلومة تقول إن من ضمن الذين قبض عليهم في الخلية الإرهابية الأخيرة يوم أمس أحد الصحافيين العاملين في مؤسسة صحافية، وإن صحت هذه المعلومة فإنها معلومة تعطي إشارات كثيرة.
أولها أن هذه المؤسسة الصحافية أصبحت مرتعاً للإرهابيين، فليست هي المرة الأولى التي يقبض فيها على صحافي يعمل في تلك الصحيفة وهو منخرط في خلايا إرهابية.
فقط حتى تعرفوا لماذا توجهات تلك الصحيفة على الصورة التي ترونها، مؤسسة صحافية يعمل بها الإرهابيون..!