يبث اليوم الإعلام الانقلابي سمومه على الدولة وعلى المملكة العربية السعودية، ومنها المواقع التي يشرف عليها الانقلابيون، وعادة ما يربطون أسماء مواقعهم بالمنامة، هذا الإعلام الانقلابي منه موقع يحمل اسم «المنامة»، لا يتوقف عن بث الإشاعات والتطاول على دول مجلس التعاون الخليجي خاصة البحرين والمملكة العربية السعودية، كما يناصر اليوم المدعو نمر النمر الذي تم تنفيذ حكم الإعدام فيه مع مجموعة من الإرهابيين.
هذا الإعلام الانقلابي يبث الكراهية والحقد والانتقام في نفوس أتباعه من أجل الانتقام من الدولة ومن كل من ينتمي إليها، هذا الانتقام متمثل في القتل والتدمير لممتلكات الدولة وممتلكات المواطنين، وقد شهدت الأحداث الإرهابية من قبل في التسعينات وما قبلها وفترة المؤامرة الانقلابية الكثير من هذه الحوادث من حرق معارض سيارات وأثاث ومحطات كهربائية فرعية وبنوك، والتعدي بالحرق على الصرافات الآلية وقطع الطرق والاعتداء على رجال الأمن، كما دفع هذا الحقد إلى استغلال موارد الدولة لتنفيذ مخططاتهم، كل منهم في منصبه، وهو أن يستفيد الشخص ويخص أتباعه بالفائدة، أو يعمل على تأخير المعاملات وإنجاز المشاريع، أو تبديد موارد المؤسسات والعمل على شل إنتاجها، وبالفعل قد تأثرت مؤسسات اقتصادية وشركات وطنية كانت ناجحة ومنافسة لأكبر الشركات المماثلة لها بالشرق الأوسط، بل كانت في مصاف الشركات العالمية، ألا أنه في السنوات الأخيرة أفل نجمها أفولاً يدعو للتساؤل، كيف كانت هذه الشركات الوطنية بالأمس ناجحة واليوم متعثرة، ما هي الأسباب؟ ولو بحث في الأسباب لوجد أن من أسباب تعثر الدولة شل اقتصادها، ومن المستفيد وراء شل الاقتصاد؟ ومن اليوم يستغل العجز في ميزانية الدولة؟ أليس أولئك الانقلابيون هم من أبرز أسباب تراجع الاقتصاد؟ وقد يتساءل البعض ما سبب ربط تراجع الاقتصاد وأفوله بالإعلام الانقلابي؟ السبب واضح أنه عندما يمتلأ الشخص بالحقد على الدولة، بطبيعة الحال أن هذا الشخص سيكون أداة هدم في كل موقع يكون فيه، وقد وجدنا النتيجة في المؤامرة الانقلابية، التي كشفت نوايا أشخاص كانوا بعضهم مسؤولين وتجار ونواب وشوريين وأطباء ومهندسين ومعلمين، هذا كله نتيجة الإعلام الانقلابي الذي يبث على المواقع أو في المحاضرات وفي الخطاب الديني أو في المناسبات، وقد وصل الأمر ببث هذه السموم إلى تعليق المنشورات على المباني وفي الشوارع وكلها معنونة باسم الثأر والانتقام، ولا يزال هذا الإعلام مستمراً، بل قد تم تطويره وعرضه على المواقع في صورة تقارير وبيانات وأخبار، لا تسيء إلى البحرين فقط بل اليوم تطال بلد الحرمين الشريفين.
وها هي أمريكا في 2010 تمنع دخول أراضيها مدى الحياة مراهقاً بريطانياً يبلغ من العمر 17 عاماً، بسبب استخدامه تعبيراً غير لائق بانتقاد الحكومة الأمريكية من خلال رسالة إلكترونية وجهها إلى البيت الأبيض، وذلك حسبما ذكرت صحيفة «صن»، وهذا الصبي قام بإرسال هذه الرسالة بعد مشاهدته برنامجاً وثائقياً تلفزيونياً عن هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، فكيف إذا كانت هناك مواقع أمريكية متخصصة في الإساءة إلى النظام الأمريكي، وتقوم بالتحريض على الخروج على حكومته، كما تصف رجال الأمن فيه بالمرتزقة وتشيع الأكاذيب والتقارير المزورة، كما تسيء إلى الدول الغربية الصديقة لأمريكا، هذا بالطبع لن تسمح به أمريكا التي تشن حرباً على الإرهابيين خارج حدود أراضيها بل تعبر القارات لتقتل الملايين لحماية أمنها، حتى وصل الأمر إلى معاقبة صبي بريطاني مراهق تجرأ على انتقاد الحكومة الأمريكية من خلال رسالة واحدة وجهها إلى البريد الإلكتروني للبيت الأبيض.